لماذا وإلى أين ؟

زهور يعُدّ خلفيات مكالمة مُدير الاستخبارات الأمريكية مع شنقريحة عقب زيارة المبعوث الأمريكي

تلقى رئيس أركان الجيش الجزائري، السعيد شنڤريحة،  الأربعاء 6 شتنبر 2023، مكالمة هاتفية من مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ويليام جوزيف بيرنز، حيث تطرقا إلى “المسائل ذات الاهتمام المشترك”، وفق بلاغ صادر عن الجيش الجزائري اطلعت عليه “آشكاين”,

يأتي هذا الاتصال عقب الزيارة التي قام بها نائب مساعد وزير الخارجية الأميركية، جوش هاريس، إلى الجزائر والتقى وزير خارجيتها أحمد عطاف، حيث قدم إليها من تيندوف الجزائرية التي التقى فيها بزعيم جبهة البوليساريو الإنفصالية، إبراهيم غالي، وهو اللقاء الذي أثار مضمونه حفيظة البوليساريو، بعدما أكد المبعوث الأمريكي على ضرورة اتسام الحل المطروح بـ”الواقعية“، قبل أن يحل المسؤول الأمريكي بالمغرب أمس الأربعاء، تزامنا مع جولة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، ستيفان دي ميستورا، للمنطقة.

تزامن هذه الأحداث يطرح علامات استفهام عن علاقة الاتصال الهاتفي لمدير وكالة الاستخبارات الأمريكية مع شنقريحة، بزيارة المبعوث الأمريكي سالف الذكر، وهل للأمر علاقة بتهدئة الأوضاع في المنطقة، وما علاقتها بنزاع الصحراء المفتعل.

وفي هذا الصدد، أوضح  أستاذ القانون والعلاقات الدوليين بكلية الحقوق جامعة محمد الأول بوجدة، محمد زهور، أنه “في إطار الصراع الدولي القائم، فإن الولايات المتحدة الأمريكية تحرص بأن تبقى على علاقة وطيدة حتى مع الحلفاء التقليديين لروسيا، خصوصا الجزائر”.

وأضاف زهور، في تصريحه لـ”آشكاين”،  أن “المغرب لديه شراكات استراتيجية مع الولايات المتحدة الأمريكية، وهي شراكة تاريخية، والمغرب دائما يُحسَب على الحلف الأمريكي، والولايات المتحدة الأمريكية دائما تسعى لأن لا تكون هناك نزاعات بين دول البحر الأبيض المتوسط، بحكم قربها من أوروبا، وأن لا تتطور الخلافات ما بين المغرب والجزائر، علما أن العلاقات المغربية الأمريكية أكثر تطورا وتقدما إذا ما قورنت مع العلاقات الجزائرية المغربية”.

أستاذ القانون والعلاقات الدوليين بكلية الحقوق جامعة محمد الأول بوجدة، محمد زهور

وشدد على أنه “في السنوات الأخيرة، خاصة بعد الحرب الأوكرانية الروسية، حاولت الولايات المتحدة الأمريكية ما أمكن أن تستميل الجزائر قليلا لخدمة هذا التوجه الدولي، خاصة الغربي، من أجل قطع الطريق على روسيا، أي بممارسة نوع من الضغط باستعمال الدبلوماسية مع قوى تقليدية أو حلفاء تقليديين مثل الجزائر”.

ويرى المتحدث  أنه “رغم محاولة استمالة الولايات المتحدة الأمريكية للجزائر، إلا أن الأخيرة أيضا في حاجة ماسة للولايات المتحدة، نظرا لأن الولايات المتحدة الأمريكية تتحكم بشكل كبير في صناعة عدد من القرارات الدولية، والجزائر تحاول أن تقول من خلال ذلك للمغرب أنها أيضا تربطها علاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية”.

وعن علاقة هذا الاتصال بالزيارة الأخيرة لنائب مساعد وزير الخارجية، جوش هاريس، وما إن كان الاتصال لتهدئة الأوضاع بالمنطقة أوضح أستاذ العلاقات الدولية محمد زهور، أن “ما تراهن عليه الجزائر هو قيام الحرب حيث افتعلوا مجموعة من القضايا ولم ينجحوا في ذلك، والخطاب الملكي حسم مسألة الصحراء بأن المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها، ومنظور علاقات المملكة للخارج هو موقف هذه الدول من الصحراء المغربية”.

موردا أن “المغرب يبقى قابلا بجميع المبادرات التي تسعى إلى حل سياسي، وليس بمبدأ المفاوضة على الصحراء”، مبينا أنه “إذا كان هناك اتصال مع الولايات المتحدة من أي جهاز كان فإنها لن تخرج عن الخطوط الحمراء التي رسمها المغرب في هذه القضية”.

وتابع أنه “حتى إن كان اتصال بين الولايات المتحدة التي اعترفت بمغربية الصحراء وبين الجزائر، سيكون من أجل إقناعها بأن هناك واقعا جديدا يجب أن لا تظل الجزائر تعاند هذا التوجه الدولي لإنهاء هذا النزاع”، مؤكدا أن “هذه المباحثات هي إقرار أيضا أن الجزائر هي الطرف الحقيقي في هذا النزاع المفتعل، رغم أن الجزائر تتحاشى الاعتراف بذلك، وهذا يؤكد الموقف الدبلوماسي المغربي بأن الجزائر هي الطرف الحقيقي في هذا النزاع المفتعل”.

وخلص إلى وجود “توجه دولي لإنهاء هذا النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية والولايات المتحدة الأمريكية،” و إلى واقع وجود  “أطراف أخرى،  دائما تسعى إلى أن تفتح عيون الجزائر على حقيقة الاقتناع بموقف الدول العظمى في ملف الصحراء المغربية”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x