2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

كشف مصدر مأذون بوزارة الثقافة والاتصال، أن تضرر مبانٍ ومآثر تاريخية بمراكش جراء الزلزال الذي ضرب منطقة الحوز، خلق حالة من الاستنفار وسط مصالح ذات الوزارة، بحثا عن حلول لإعادة ترميمها.
وأوضح المصدر أن فريقا تابعا للمصالح الجهوية لوزارة الثقافة بمراكش، قام بجولة تفقدية لأهم المآثر و المباني التاريخية، وأعد تقريرا وجهته للإدارة المركزية صباح الإثنين الماضي، حيث كان موضوع لجنة بين وزارية عقد في نفس اليوم.
كما أن فريقا مكونا من مديرية التراث و مهندسين معماريين بوزارة الثقافة، زار هذه المآثر، و كذا مسجد ”تنمل” المعروف باسم المسجد الأعظم، الذي بني في عهد الموحدين خلال القرن الثاني عشر، ويعد من المآثر التاريخية المتضررة بشكل أكبر من زلزال الحوز، يضيف المصدر.
و أبرز المصدر أن وزارة الثقافة تُسابق الزمن، إلى حدود الآن، قصد جرد باقي المآثر التاريخية التي لحقها الضرر بعمالة مراكش و إقليم الحوز، على أن يشمل الجرد باقي العمالات و الأقاليم المتضررة.
وبدأ العمل- حسب المصدر دائماـ في إعداد تصور وخطة لإعادة ترميم وإصلاح المآثر، وسيتم كشف تفاصيلها فور إعداد تقرير نهائي، بعد التقييم و الجرد والعمل على إعداد برنامج استعجالي لإعادة تأهيل و ترميم هذه المآثر.
من جهته، أكد المهدي قطبي، رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف، أن ثلاثة متاحف بارزة في مراكش مسها الزلزال، وإن بدرجات متفاوتة، ويتعلق الأمر بكلٍّ من المبنى التاريخي لـ ”بنك المغرب”، الذي تحول إلى متحفٍ للتراث اللامادي بجامع الفنا، ثم دار الباشا، التي كانت معلمة تاريخية في المدينة القديمة، اتخذها التهامي الكلاوي مقرا لسكناه سنة 1912، قبل أن تتحول إلى متحف افتتحه الملك محمد السادس سنة 2017، و أيضا متحف دار السي سعيد، وهو من المنازل التقليدية الفاخرة التي أُنشأَت بمراكش خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر، من طرف سعيد بن موسى الذي كان يمارس مهام وزير للحرب في عهد السلطان المولى عبد العزيز، كما أنه أخُ أحمد بن موسى الشرقي كبير وزراء السلطان آنذاك، المعروف بــلقب باحماد.
وأبرز قطبي، ضمن حديثه لـ ”آشكاين”، أن المؤسسة أرسلت لجنة مركزية من الرباط إلى مدينة مراكش للوقوف حول الأضرار التي لحقت هذه المتاحف وما بداخلها من محتويات ذات قيمة تاريخية ومعمارية كبيرة.
وشدد المتحدث على أن المؤسسة كلفت مكتبا خاصا للدراسات، من أجل التعجيل بإجراءات وقائية قصد حماية هذه المباني، مؤكدا أنه تمت، في هذا الصدد، تقوية جدران المتاحف بسقالات (Échafaudage).
وأوضح الناطق أن متحف جامع الفنا، الذي تمت إعادة تهيئته مؤخرا، لم يتعرض لضررٍ كبير، على خلاف دار الباشا الذي تأثرت جُدرانه بشكل أكبر، بسبب الهزة الأرضية، حيث تم الاستعانة أيضا بسقالاتٍ، لتفادي سُقوطها.
أما الضرر الأكبر فقد لحق، وفق القطبي دائما، دار سي السعيد، التي بنيت أصلا بالتراب، و بـ ”المسوس”، وكان قوب قوسين من السقوط.
وأقدمت المؤسسة على إغلاق المتاحف الثلاثة، لأسباب أمنية، في انتظار إعادة إصلاحها و ترميمها، حيث من المتوقع أن تتراوح تكاليفُ ترميمِ هاته المتاحف ما بين 12 و 15 مليون درهما.
قطبي، وفي معرض حديثه للجريدة، أكد أن مؤسساتٍ أجنبية، من بينها، أمريكية و سويسرية بالخصوص، عبَّـــرت عن رغبتها في المساهمة ماديا لإعادة ترميم هذه المباني التاريخية.