لماذا وإلى أين ؟

العروسي يُـبرز كيف تُـعمِّق الخرجات الدبلوماسية الفرنسية شرخ العلاقــات مع المــغرب

Monadara ifriqiya

لا تكاد العواصف التي تحرك جسر العلاقات الدبلوماسية المغربية تهدأ، حتى تأتي الخرجات الدبلوماسية لمسؤولين فرنسيين لتكمل ما بدأته “العاصفة”.

مناسبة الكلام، الخرجة الأخيرة لوزيرة الخارجية الفرنسية، كاترين كولونا، التي قالت في حوار صحفي مع قناة فرنسيةـ إن ” رئيس بلادها تلقى دعوة رسمية لزيارة المغرب”، قبل أن يأتيها الرد سريعا من المغرب عبر تصريح لمسؤول حكومي لوكالة المغرب العربي للأنباء نفى فيه ما ادعته الوزيرة الفرنسية، وأكد أن زيارة ماكرون إلى المغرب “ليست مُدرجة في جدول الأعمال و لا مُبرمجة”.

هذه الخرجات لمسؤولين و دبلوماسيين فرنسيين تثير الكثير من التساؤلات عن الغرض منها في ظل حالة “البرود الدبلوماسي” لعلاقات البلدين، والتي تحاول فرنسا أن تخفيه من خلال خرجات اعتبرها مراقبون “مستفزة”، ما يجعلنا نتساءل عما إن كانت هذه الخرجات المتكررة ستعمق شرخ العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

الخبير في العلاقات الدولية والمدير العام لمركز منظورات للسياسات الجيوسياسية والاستراتيجية، عصام لعروسي

وفي هذا السياق، يرى الخبير في العلاقات الدولية والمدير العام لمركز منظورات للسياسات الجيوسياسية والاستراتيجية، عصام لعروسي، أن ” هذه الخرجات الدبلوماسية تزيد من سوء الفهم بين فرنسا و المغرب الذي يتعمق بشكل كبير، خاصة أن الإعلام الفرنسي أصبح يلعب دورا سيئا في إطار الخرجات الإعلامية، خاصة في مرحلة الزلزال، حيث عبر الإعلام الفرنسي عن هجمة مسمومة ضد المغرب، وادعى فشل المغرب في إدارة أزمة الزلزال من خلال قبول المساعدات الخارجية، وهذا الأمر كان بشكل موسع من الإعلام الفرنسي، وتم التعامل مع هذا الموضوع بحساسية أكــبر”.

واعتبر لعروسي، الذي كان يتحدث لـ”آشكاين”، أن “خرجة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بمخاطبته للمغاربة في خطاب مباشر، كان خطأ دبلوماسيا مباشرا، وخروجا عن الأعراف الدبلوماسية والتمثيل الدبلوماسي، في حين أن المغاربة يعرفون مخاطبا واحدا هو صاحب الجلالة الملك محمد السادس”.

وشدد على أن “سوء التفاهم الحالي، ومغالطات بعض ممثلي الدبلوماسية الفرنسية، كوزيرة الخارجية الفرنسية و غيرها من الوزراء، في محاولة لمغالطة الرأي العام بشكل يوضح أن الموقف الفرنسي لا يتماشى مع الموقف الإعلامي، ويحاول أن يبعث برسائل الارتياح، على أساس أن هناك لقاء مرتقبا بين العاهل المغربي و الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون”.

ولفت الانتباه إلى أن “تغليط الرأي العام بهذا الخصوص ليس المرة الأولى، بل كان أيضا حينما كان هناك تقارب فرنسي جزائري وزيارة ماكرون للجزائر، عبر في خرجة من خرجاته عن قرب زيارته للمغرب”.

موردا أن “حقيقة هذه الزيارات دائما تكون مؤطرة بتنسيق و تعاون بين البلدين و يجب أن تحترم و توضع التواريخ من قبل الطرفين، سواء إن كان على مستوى القمة، التي قد تجمع وزراء الخارجية أو على مستوى وزراء القطاعات المختلفة أو على مستوى اللجان المختلفة بين البلدين”.

وخلص إلى أن “هذا الأمر لم يتحقق في حالة المغرب، بل خرج وزير مغربي في الحكومة المغربية وقال إنه ليس هناك لقاء مرتقب بين الرئيس الفرنسي والملك محمد السادس، ما يعني أن هذه المزايدات تزيد من تعميق سوء الفهم و تعميق الخلاف الدبلوماسي بين المغرب وفرنسا”.

3 1 صوت
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x