إثر الزلزال القوي الذي ضرب منطقة الحوز و عددا من المناطق المجاورة، نظرا للطبيعة الجبلية للجوز التي تعد جزءا من سلسلة جبال الأطلس، على ارتفاعات تناهز 3000 متر، فضلا عن إنغلاق الطرق بسبب الانهيارات الصخرية، واجهت فرق الإنقاذ صعوبات كبيرة في إيصال المساعدات بسرعة إلى معظم المناطق المتضررة. وهو ما دفع القوات الجوية المغربية والدرك الملكي إلى حشد قدراتها اللوجستية الجوية، مستخدمة أكثر من 20 طائرة مروحية في الساعات الأولى، بالإضافة إلى مختلف أنواع الطائرات بدون طيار، مما سمح بالاستجابة السريعة في المناطق المتضررة.
وحسب ما أورده موقع “ديفينسا” الإسباني المتخصص، فإن المروحيات المستخدمة في عمليات الإنقاذ ونقل المساعدات الطارئة للناجين كانت من طراز “SA330 Puma” و “CH-47D Chinook” التابعة للقوات الجوية المغربية، بالإضافة إلى “SA330L Puma” و ” EC225LP/AS332L2 Super Puma” و “EC 145” التابعة للدرك الملكي.
وأفادت الصحيفة، أن هذه المروحيات نفذت ما بين 35 إلى 40 مهمة يوميا، باستخدام قاعدة المدرسة الجوية بمراكش كقاعدة أساسية للانطلاق إلى مختلف المناطق المتضررة من الزلزال، والتي كانت تقع في دائرة نصف قطرها حوالي 120 كيلومترا.
وأشار المصدر ذاته، إلى أن المروحيات كانت مسؤولة عن نقل معدات الإنقاذ والإمدادات الغذائية إلى المناطق المتضررة، فضلا عن إجلاء المصابين إلى مستشفيات مدينة مراكش.
وبالإضافة إلى ذلك، أوضح المصدر، أنه تم استخدام الطائرات بدون طيار أيضًا في عمليات البحث عن الناجين، وكذلك لتحديد المناطق المتضررة والمسدودة بسبب الانهيارات الصخرية. حيث لعبت الطائرة دون طيار “Bayraktar -TB2″، دورًا رئيسيًا في عمليات البحث والإنقاذ لخمسة أشخاص يعملون في تربية الأغنام وتم عزلهم لمدة 72 ساعة بعد الزلزال.
وقد تم أيضا استخدام طائرات بدون طيار من نوع “WanderB-VTOL” في عمليات البحث وتحديد مواقع الأضرار في المناطق القريبة من مركز الزلزال. إذ تم نقل الصور الملتقطة في الوقت الحقيقي إلى مركز قيادة عمليات القوات المسلحة، الذي قام بتنسيق عمليات الإنقاذ ونقل المساعدات إلى المناطق المتضررة من الزلزال.
ويعتبر زلزال الحوز أكبر زلزال بالمغرب منذ قرن، بقوة 7.2 على مقياس ريختر. ضرب منطقة الأطلس وتحديدا منطقة إغيل. وتسبب في مقتل 2946 شخصًا وإصابة 6125 كما تسبب في أضرار مادية كبيرة. ووقع الزلزال على بعد نحو 70 كيلومترا جنوب غرب مراكش عند الساعة 11:11 مساء، وشعر به سكان مناطق واسعة من شمال وشمال شرق البلاد.
