2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
سعد مرتاح/صحافي متدرب
بعد تصاعد هجمات جماعة “أنصار الله” باليمن (المعروفة باسم الحوثيين) في البحر الأحمر، من خلال استهدافها كل السفن التجارية الإسرائيلية او المتوجهة لها، ما اضطر عشرات سفن التجارة العالمية والملاحة الدولية لتعليق مرورها عبر البحر الأحمر مؤقتا، تم تشكيل تحالف دولي بقيادة أمريكا للرد على الهجمات، ما ينذر بتصعيد إقليمي وخطر تحول حرب غزة لحرب إقليمية واسعة.
وفي هذا السياق وبعدما اتهمت الولايات المتحدة، يوم الجمعة إيران بالضلوع الوثيق في الهجمات التي يشنها الحوثيون على سفن تجارية تعبر البحر الأحمر، رد متحدث بإسم “الحرس الثوري” بلغة تصعيدية، وفق وسائل إعلام إيرانية قائلا: “سيتعين عليهم (إشارة إلى إسرائيل وداعمها) قريبا انتظار ولادة مقاومة جديدة بالبحر المتوسط، وإغلاق مضيق جبل طارق وممرات مائية أخرى إذا واصلت الولايات المتحدة وحلفاؤها ارتكاب الجرائم في قطاع غزة الفلسطيني”.
ولم يوضح القائد العسكري الإيراني في تصريحاته حسب ما نقلته وسائل إعلام دولته، ما المقصود بإغلاق مضيق جبل طارق؟ وكيف سيتم ذلك؟، فإيران لا واجهة بحرية لها في البحر الأبيض أو جبل طارق، والمعروف كذلك أن أذرع إيران في المنطقة أو تلك التي تدعمها، منحصرة في العراق واليمن وسوريا ولبنان، وكل تلك البلدان واقعة في الشرق الأوسط وليس شمال غرب افريقيا حيث يوجد الموقع الجغرافي للمعبر المذكور البعيدة عنه جدا.
شمال افريقيا انعكاس لتداعيات الحرب بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية
ولمعرفة ما المقصود استراتيجيا وسياسيا من تصريحات المسؤول العسكري الإيران، أكد الباحث في الشؤون العسكرية والاستراتيجية، الدكتور محمد شقير، “أن تصريحات إيران تأتي في إطار تداعيات الحرب الدائرة حاليا بين إسرائيل وحماس، والتي لها امتدادات على الصعيد الإقليمي فحماس تستعين بحلفائها ونفس الأمر بالنسبة لإسرائيل، وهذا ما يفسر تحركات “الحوثيين” و”حزب الله” وغيرهم، بالتالي، هذه التصريحات تعكس وصول امتدادات الحرب لمنطقة شمال افريقيا، كما تثبت هذه التصريحات أن إيران لها تواجد في منطقة شمال إفريقيا.”
اتفاقات أبراهام سبب تعاظم تواجد إيران في المنطقة
أضاف الخبير في الشؤون العسكرية، في تصريح خص به جريدة “آشكاين”، أن “الرؤية الإيرانية تعتبر إسرائيل العدو الرئيسي لها، وتعتبر انضمام السودان والمغرب للاتفاقيات الابراهيمية مع إسرائيل هو مدخل إسرائيلي في شمال إفريقيا، مما يستوجب عليها الرد، فكلما عقدت إسرائيل معاهدة ما مع دولة ما في منطقة ما سيليه تلقائيا تواجد إيراني في ذات المنطقة، وهذا ما زاد من تحركات إيران لتدافع عن مصالحها بكل ما تملكه من خيارات وآليات، وذلك عبر تعزيز نفوذها في البحر الأبيض وشمال إفريقيا”.
ويرى شقير، أنه “لتفعيل هذا التوجه، لن تجد إيران أفضل من الجزائر، فهناك علاقات وثيقة جدا بين الدولتين، خاصة فيما يخص التعاون العسكري ومذكرات التفاهم الأمنية بين البلدين، التي تشكل مدخلا لتسليح “البوليزاريو”، وهنا يجب أن نستحضر تحدث تقارير سابقة عن تواجد كوادر الجناح العسكري لـ “حزب الله” بمخيمات تندوف لتدريب مليشيات “البوليزاريو” في مجال إطلاق الصواريخ”، يضيف الدكتور شقير.
إيران ستسعين بـ “البوليزاريو” في أي هجمات، وصراع وشيك محتمل في شمال إفريقيا:
وحول مدى قدرة إيران على تنفيذ تهديداتها، سجل المتحدث ذاته أن “إغلاق جبل طارق فيه نوع من التضخيم أكثر مما هو تهديد واقعي، لكن التصريح في حد ذاته رسالة سياسية واضحة أن إيران لها أدوات في المنطقة، وأنها ستستخدم قوات “البوليزاريو” كذراع في المنطقة، وقصف منطقة أسدود ومن قبلها مدينة سمارة قبل أسابيع قليلة هو ترجمة ميدانية أولية لهذا التواجد”.
وخلص المصرح في حديثه، أن “المغرب مفروض عليه وضع خطة عسكرية استراتيجية واضحة، وذلك إما بضم المنطقة العازلة حتى يتخلص من الهجمات، أو أن يقوم بتعبئة حلفاءه ضد التواجد الإيراني، فالظاهر ان إيران ستزيد من تواجدها في إطار تحالف جزائري-إيران يغديه تضارب مصالحهما الاستراتيجية مع المصالح الإسرائيلية، فالمتوقع أن تشهد منطقتنا في المستقبل القريب والمتوسط صراعا إقليميا بين قوى إقليمية كإيران وإسرائيل ووراءهم أمريكا”.
