سابقة.. مغاربة يطلقون مبادرة لتبادل العناق

قمت في الأسبوع الفائت بزيارة خاطفة لحديقة الحيوان بتمارة… ما استأثر بانتباهي سلوك نسناس غريب الأطوار يباغث القردة إما جراً من أحد أطرافها أو قفزاً على ظهورها أو مغازلة إناثها والاستخفاف بذكورها… فكرت في الأمر مهلة، فوجدته سلوكه من طبيعة النسانيس، إذ بمقدور النسناس الابن مضاجعة أخته وحتى أمه… لأنه لا أخلاق في مجتمع القردة الذي تحكمه الغريزة الحيوانية والتفاعل البيولوجي حيث يستجيب بكل عفوية للمنبهات البيولوجية من غير إعمال للوعي والضمير كالإنسان…

يُحكى أنه في عالم الطيور، إذا ما مات ذكر الحمام تحزن للفراق الأنثى وغالباً ما تموت من الحزن مع العلم أن لأنثى الحمام زوج واحد لا ثاني له… الجمل، بدوره، إذا حدث أن فاجأه الإنسان وهو يضاجع أنثاه فإنه يتوقف على الفور والغريب أن بني بني البشر، على النقيض من سلوك الجمل، يصنعون أفلاماً إباحية ويراهم العالم ولا يبالون… بعضهم يشكو التحرش ويكره الإغتصاب ويأسف لجرائم تذهب بالشرف وفي الوقت ذاته يدعو إلى عناق ومعانقة الغرباء في الشارع العام فأي نفاق هذا؟ هل يأتي يوم تُعكس فيه قِيم ومبادئ الإنسان رأساً على عقب وتقبل بذلك الانسانية؟ في اعتقادي لا وإلا أصبح يومها القاتل بريئاً والمقتول مجرماً …