لماذا وإلى أين ؟

المغرب يتجاوز البطولات ليكون بطلاً في قلوب العالم

زكية خيرهم

في عام 2024، استقبلت السماوات الإفريقية الواسعة ألوان الكأس الأفريقية المتألقة بحرارة. المغرب، برفق وحكمة، قدم دروسًا إنسانية عظيمة، معلمًا العالم أن المجد لا يقتصر فقط على نتائج المباريات.

فوق الحدود وفي أعماق القلوب، بلغ المغرب قممًا لم تكن في الملاعب، وإنما في نفوس الناس، محيكًا عرشًا من الود والمحبة في قلوب الإيفواريين
والأفارقة جميعًا.

لم يكن المغرب مجرد ضيف في هذه البطولة، بل كان رسولًا يحمل راية الإنسانية، متجاوزًا مجرد اللعب إلى معانٍ أعمق وأرقى. على مر الأيام، انعكست أفعال الفريق الثقافة الغنية والروح النبيلة للمغاربة، مبنية جسورًا من الألفة والتقدير لا تُنسى. من توزيع القمصان على الأطفال والمشجعين الإيفواريين إلى لمسات العطاء في مطعم متنقل تديره امرأة بسيطة، حيث أصبح اللاعبون ضيوفها وعمالها ليوم واحد، تاركين خلفهم ذكريات من الفرح
والرخاء.

ولم يتوقف عطاؤهم عند هذا، فقد امتدت أياديهم لتشمل دار الأيتام، مانحين الأمل والسعادة للنفوس الصغيرة هناك. الحلوى المغربية التي تناثرت في الأسواق كبسمات، برفقة أنغام الموسيقى المغربية، خلقت مهرجانًا من الفرح والألفة. الجماهير الإيفوارية، التي أتت بأعلامها الوطنية إلى الملعب في مدينة أبيدجان، لم تنس إحضار الأعلام المغربية أيضًا، في بادرة شكر عميق للمغرب. وكتقدير لعطائهم اللامتناهي، كرم وزير السياحة الإيفواري الوجوه
المغربية التي أثرت في القلوب.

هذه البصمة العميقة التي تركها المغاربة في قلوب الأفارقة تجسد أن الرياضة أكثر من مجرد منافسة؛ إنها رسالة سلام تجمع البشر وتروي قصص الأخوة. في هذا الاحتفال الأفريقي، اختفت الحدود بين الإيفواريين والمغاربة، متحدين تحت راية المحبة والأخوة. الضحكات المتبادلة والمشاهد الفكاهية التي عبرت الشاشات كانت شاهدًا على عمق هذه العلاقة الإنسانية. وفي الختام، على الرغم من أن المغرب لم يفز بالكأس، إلا أنه ضم إلى صدره أعظم الجوائز: احترام ومحبة الشعوب الأفريقية والعربية، مخلفًا وراءه قصة خالدة عن الوحدة والصداقة بين الأمم.

وكما أُشيد به في مقال برازيلي: "هناك سبع عجائب في العالم، والثامنة هي المغرب الذي رفع علمه في بطولتين بقارتين مختلفتين دون أن يكون البطل. المغرب، الذي أحبه العالم كله، يُعتبر عاصمة العالم. هذا الاعتراف يبرز المكانة الخاصة التي يحتلها المغرب في قلوب الناس، مؤكدًا أن كسب محبة العالم يعد أهم وأعظم من الفوز في البطولات الرياضية.

إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين و إنما تعبر عن رأي صاحبها حصرا.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

1 تعليق
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
حاتم
المعلق(ة)
18 فبراير 2024 09:49

ههههههههه، إذن بلا ما يبقاو يمشيو يلعبو ، اصلا ما عمرهم يديرو شي حاجة، و حتى هادوك الفلوس اللي ماشي يضيعو على الكورة يتصرفو على شي حاجة أخرى.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x