لماذا وإلى أين ؟

ياسمينة بادو تتضامن مع رفيعة وتستنكر صمت قيادة الاستقلال اتجاه فضيحة مضيان

عبرت الوزيرة السابقة والقيادية الحالية بحزب الاستقلال، ياسمينة بدو، عن حزنها الشديد لما يقع داخل هذا الحزب، متسائلة عن سبب الصمت المحير لقيادة الحزب حول كل هذا، والذي تجاوز ما هو تنظيمي وحزبي إلى ما هو أخطر من ذلك، وهو صدمة هذه الفضيحة الأخلاقية التي هزت أركان الحزب وهزت جميع مناضليه”.

وأعلنت بدو تضامنها المطلق واللا مشروط مع رفيعة المنصوري “نظرا لما طالها من أضرار بالغة ومعاناة كبيرة وتحتاج كثيرا من الزمن للعلاج منها”، معتبرة أن المحير في هذه القضية هو “هذا الصمت لقيادة الحزب وهو صمت غير مفهوم في وقت كان المفروض أن تجتمع القيادة لاتخاذ القرارات اللازمة والمناسبة”.

ولعل أول قرار كان ينبغي اتخاذه، تقول بدو في “ستوري” على حسابها بالإنستغرام، “هو التعجيل بتجميد عضوية رئيس الفريق البرلماني مع استحضار أصل قرينة البراءة”.

وترى بدو، أنه “أصبح من الضروري اليوم أن نستمع بإمعان وبجدية أيضا إلى معاناة النساء من ضحايا العنف، وأن تجميد عضوية المعني بالأمر هو أقل ما يمكن فعله احتراما وتكريما وإنصافا للمرأة في انتظار أن يقول القضاء كلمته الأخيرة في هذه النازلة غير المسبوقة”.

والمؤسف في هذا كله، بحسب المتحدثة، هو “أن هذه القضية الأخلاقية تزامنت مع لحظة سياسية هامة ينتظر فيها إقرار مدونة جديدة للأسرة والتي ستضمن بلا شك، للمرأة المغربية كرامتها وحقوقها المهضومة”.

وتابعت متسائلة: “أين هي منظمة المرأة الاستقلالية التي من المفروض أن تدافع عن ضحايا العنف من النساء مهما كانت هوية الجاني أو المتهم؟ أين أدبيات وأفكار وفكر الزعيم علال الفاسي رحمه الله الذي دافع بشراسة وبعلم عن المرأة في النقد الذاتي إلى درجة أنه طالب بمنع تعدد الزوجات وإقرار ذلك في القانون”.

وقالت بدو “لا أخفي أني صدمت أكثر عندما علمت بحجم وبقوة الضغوطات التي مورست على البرلمانية السابقة، أو الضحية، دون أخذ بعين الاعتبار بمعاناتها وبالأضرار الخطيرة التي لحقتها”، مضيفة “بل إن صدمتي تضاعفت أكثر حينما تحركت بعض الأصوات مدفوعة بعقلية ذكورية ورجعية وذلك من أجل الدفاع عن شخصية عمومية مارست العنف اللفظي والنفسي والمادي ضد امرأة”.

مشيرة إلى أن المعني بالأمر (مضيان) “لم يكتفي بهذا فحسب، بل إنه وثق كل هذه المقاطع من العنف في تسجيل صوتي قبل أن يربط قضية أخلاقية صرفة بالسيادة الوطنية للبلد”، وأن “كل هذا يقع في وقت دعا فيه صاحب الجلالة حفظه الله إلى تخليق الحياة البرلمانية من خلال إقرار مدونة للأخلاقيات ملزمة لممثلي الأمة”.

وكان الفريق الاستقلالي بمجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة قد قرر تجميد عضوية نور الدين مضيان بذات الفريق، إلى حين البث النهائي في ملفه المعروض على أنظار القضاء، بعد تقديم رفيعة المنصوري، عضوة الفريق، شكاية وجهت فيها لمضيان مجموعة من التهم التي يجرمها القانون، من قبيل “الابتزاز، التشهير، السب والقذف، الخوض في الأعراض، التحقير، التهديد بتدمير الحياة الخاصة، استغلال النفوذ ..”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

2 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
احمد
المعلق(ة)
16 مارس 2024 20:30

سياسة الاصطفافات لم تعط إلا أحزاب ظعيفة وبرلمان دون المستوى المطلوب ودون الحد الادنى لما كانت عليه البرلمانات السابقة من سجالات قوية ومرافعات في عمق الشان العام، رغم ما كان يعاب على مرحلة السبعينات والتمانينات من محاصرة للنشاط الحزبي وقمع للحريات،

بوجمعة
المعلق(ة)
16 مارس 2024 16:52

مع العلم أني لا أسبح ضمن أي تيار سياسي ، متيقن ان وظائف الأحزاب الحالية ( متحسرا على التاريخية منها ) لم تعد مجالا وجب تركه للمجهول و للاستمرار في العبث والمسخ والفساد و السير بعقلية استغباء المواطن .
وكمواطن أيضا ، أسجل أن الأحزاب الحالية في وضعها الحالي لن تتغير ولن تتفاعل باخلاص وبالايجابي الملموس مع كل المطالب والتحديات المطروحة ، لأن:
– خطها السياسي ( خاصة التاريخية منها ) و أمام عالم متقلب المفاهيم بوثيرة اسرع ، بقي على الدوام وسيبقي فارغا من قناعات أو من كل فكر او عقيدة في المنهجية ثابتثين وقابلتين لاعادة الصياغة وفق تغيرات الزمان و بحثا عن فرص التطور ومعالجة المشاكل …
– أن منحنى الحياة الذي يرسم مراحل وجودها ووثيرة عطائها كما هو الشأن لباقي مجالات الحياة يعيش الآن مرحلة اليأس ولاانتظر إلا مزيدا من المسخ في ال..
– الكفاءة والجدية رغم مناداة جلالة الملك لم تعودان الشرطان اللذان ينفعان أمام اللهط وراء الكراسي والمصالح والاصطفاف ضمن لوبيات حزبية غير مرغوبة .
– أن الاعتناء بتجديد آليات القانون الحزبي والقوانين المرتبطة لم تجد مناخا يلائم اعادة الصياغة..

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x