2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
الشعباني: التجنيد الإجباري تربية.. وأسباب تنزيله مجهولة

عاد إلى الواجهة النقاش حول موضوع التجنيد الإجباري، بعد ما ناقش المجلس الحكومي، مقترح قانون يتعلق بإعادة تطبيق الخدمة العسكرية الإجبارية، التي تم إلغائها في عهد حكومة ادريس جطو سنة 2007، حيث أثار هذا المقترح الكثير من الجدل في صفوف الشباب.
وفي هذا السياق أكد علي الشعباني أستاذ علم الاجتماع والخبير السوسيولوجي، في تصريح لـ”آشكاين”: “أن هذا القرار أصبح ضرورة حتمية نظرا لما يعانيه الشباب من انتشار البطالة، وانهيار المنظومة الأخلاقية، مما تسبب في ارتفاع منسوب الجرائم والتهديد باستقرار المغرب، وبالتالي فعودة التجنيد الإجباري هي ضرورة، لأنه أصلا يعتبر من وسائل التربية، ولا يجب أن يؤخذ كأنه من وسائل الزجر والانتقام “.

ويوضح الخبير السوسيولوجي، أن ” التجنيد الإجباري يعلم الانضباط، والالتزام واحترام الزمن والتوقيت، والتنظيم الشخصي للإنسان، والاعتماد على نفسه في كل شيء، والأهم من ذلك يعلم الاحترام والخضوع للتراتبية، وهي مسائل انعدمت في التربية الأخلاقية للمجتمع المغربي، لأنه لم يعد هناك أي احترام لهذه التراتبية، ولا أحد أصبح يحترم الآخر خصوصا في صفوف بعض الشباب، إذا فعادة يكون التجنيد مدرسة للإنضباط والتعليم والتعود على الاحترام .”
ويضيف المتحدث، أنه في “ظل غياب أسباب إرجاع هذا القانون في هذا الوقت بالضبط، فإن الدولة هي من ألغت العمل به، لأنها كانت تخاف من المجندين، خصوصا وأنهم يتدربون على استعمال السلاح، ويتعلمون فنون القتال، وبالتالي فالدولة تخاف من هؤلاء في حالة الانتفاضات او الاحتجاجات بسبب ضعف بنيتها الاجتماعية، لذلك قامت بإلغائه”.
ويسترسل الشعباني في حديثه ” أن نزول هذا القرار في هذا الوقت بالضبط ما زالت أسبابه وخلفياته مجهولة، فإذا كانت من أجل الضبط الاجتماعي ومحاربة الإجرام والتشرد وانتهاك الحرمات، فهي ستكون مسالة مفيدة، لأنها وسائل من وسائل التربية والإنضباط، أما إذا كانت هناك ملابسات أخرى أو خلفيات متعلقة بحسابات سياسية أو أمور ظرفية، فهذا يستوجب نقاشا آخر، لأن ما تفكر فيه الدولة لا يفكر فيه عامة الناس”.
