2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
بعد الإشادة بجهود المغرب.. هل تتجه البرازيل للإعتراف رسميا بمغربية الصحراء؟

أشادت جمهورية البرازيل الاتحادية بجهود المغرب “الجادة” و”ذات المصداقية” للمضي قدما نحو تسوية الخلاف حول الصحراء المغربية، في إطار مبادرة الحكم الذاتي التي تقدمت بها المملكة المغربية سنة 2007.
وبالرغم من أن العلاقات بين المغرب والبرازيل ظلت الأكثر تطورا مقارنة ببقية دول الفضاء الأمريكي اللاتيني، حيث لم يتم رصد أي تحرك سياسي رسمي برازيلي ضد المغرب، إلا أن هذه الدولة التي التي ترأست مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في شهر أكتوبر 2023 لم يعلن دعمها لمغربية الصحراء كمعظم الدول الإفريقية والأوروبية. ما يجعل إشادتها بمقترح الحكم الذاتي تطورا في موقفها، فهل تتجه للإعتراف بمغربية الصحراء؟
الخبير الدولي في إدارة الأزمات وتدبير المخاطر وتحليل الصراع؛ البراق شادي عبد السلام، يرى أن الموقف البرازيلي يمكن النظر إليه من زاويتين، تتمثل الأولى في أن المغرب منذ سنوات يقوم بعملية كبرى تهدف التطويق الإستراتيجي في مطاردة ديبلوماسية دقيقة لميليشيا البوليساريو ليس في المحافل الدولية والمؤسسات القارية، بل في نقط الإرتكاز التي يعتمدون عليها للترويج لطروحاتهم الإنفصالية خاصة في الدول التي تعرف تعاطف كبير للطروحات اليسارية ( البرازيل، المكسيك، كولومبيا، فنزويلا ) معتمدا على نجاح نهج “ديبلوماسية القنصليات” التي تنتهجها المملكة المغربية وفق إستراتيجية ديبلوماسبة متكاملة ترنو لفرض واقع سياسي يتناسب وحجم الإنجازات التنموية الكبرى والاوراش الإجتماعية والإقتصادية العملاقة التي أطلقتها الرباط في الصحراء المغربية، وينهي الوضعية الرمادية لشركاء المغرب التقليديين والجدد في ما يخص الموقف من سيادة المغرب على الصحراء.
أما الزاوية الثانية، وفق البراق الذي كان يتحدث لـ”آشكاين”، فهي مرتبطة بنتائج العمل الدقيق والمجهودات التي تقوم بها الديبلوماسية المغربية والمصالح الخارجية والديبلوماسية البرلمانية وفق الرؤية الملكية التي تحقيق إختراقات ديبلوماسية في المعاقل التقليدية للأطروحة الإنفصالية، خاص في أمريكا اللاتينية.
ويشير المتحدث إلى أن جمهورية البرازيل تعتبر من أهم الدول المؤثرة في أمريكا اللاتينية، ولها حضور فاعل في مجموعة من المنظمات الإقليمية كميركوسور ومنظمة دول بريكس، في حين يعتمد المغرب إستراتيجية ديبلوماسية دقيقة في أمريكا اللاتينية تهم تطوير العلاقات على جميع المستويات مع البرازيل، تم تطوير العديد من الإتفاقيات المشتركة في مجالات الأمن والدفاع والتعاون الثقافي وغيرها من المجالات.
ويدافع المحلل السياسي عن هذا الطرح من خلال بسط مثال كولومبيا التي وفعت خلال أبريل 2022 أربع إتفاقيات شملت إعفاء مواطني البلدين من التأشيرة والتعاون الأمني في مجال مكافحة المخدرات، وإقامة علاقة تعاون بين وكالة التعاون الدولي المغربية والوكالة الرئاسية الكولومبية للتعاون الدولي، في إطار التعاون جنوب جنوب، عبر إطلاق مبادرات للتعاون الأكاديمي والثقافي والعلمي والفني.
مثال آخر يبسطه الخبير في إدارة الأزمات، يتعلق بسحب البيرو إعترافها وتجمد علاقاتها بالبوليساريو، وتنظيم دول الأنديز (بولومبيا، بوليفبا، البيرو، إكوادور) مؤتمرها بالعيون عاصمة الصحراء المغربية لأول مرة خارج أمريكا اللاتينية.
وحول إمكانية تطور الموقف البرازيلي إلى إعتراف كامل بسيادة المغرب على الأقاليم الجنوبية إسوة بالموقف الأمريكي والإسباني والإماراتي، أبرز متحدث “آشكاين” أن هناك العديد من النقاط المشتركة التي قد تساعد على التأسيس لهكذا قرار إستراتيجي، ستكون له تداعيات جد إيجابية على مختلف الملفات المطروحة أمام دول الفضاء الأطلسي.
وأشار المحلل السياسي إل أن هناك تنسيق دائم على أعلى مستوى بين المغرب والبرازيل، لافتا إلى أن البلدان يسيران بخطى حثيثة نحو شراكة إستراتيجية ستنعكس بشكل إيجابي على مواقف البلدين من القضايا المشتركة سواء إقليميا ودوليا.
وخلص البراق بالتأكيد أن إعتراف برازيلي بمغربية الصحراء قد يعيد الحياة لشريان إقتصادي تاريخي بين سواحل المغرب والبرازيل من خلال إحياء الخط البحري التاريخي مازاغان ـ سانتوس الذي قد يحمل اليوم عنوان الداخلة ـ سانتوس، وقد يكون بداية مسار إقتصادي أطلسي متميز بين البرازيل والمغرب وشمال وغرب إفريقيا ودول أمريكيا اللاتينية.