لماذا وإلى أين ؟

هل الوزير بنشعبون متحزب أم تكنوقراط؟

أصبح المغاربة عموما والمتتبعون للشأن السياسي المغربي على وجه الخصوص، في حيرة كبيرة، بسبب التعتيم الذي تنهجه حكومة سعد الدين العثماني في تسيير شؤونها. ولعل آخر مثال على ذالك هو قضية تعيين وزير الإقتصاد والمالية الجديد محمد بنشعبون، خلفا لمحمد بوسعيد القيادي في حزب “التجمع الوطني للأحرار”.

وجه الغرابة والمفارقة هنا، هو أن حكومة العثماني لم توضح بعد للرأي العام المغربي ما إذا كان بنشعبون وزيرا منتميا لحزب الأحرار أو لأي حزب آخر في الأغلبية أم أنه وزير تكنوقراط تم اقتراحه من الفوق. إذ لجم العثماني فمه دون الخروج بأي تصريح رسمي حول هذا الموضوع، رغم حساسيته في ظل الوضع السياسي الذي تعيشه البلاد.

بل إن حزب التجمع الوطني للأحرار، الذي يُفترض أن يُقدم بديلا لبوسعيد الذي طاله الإعفاء الملكي، لم يتحدث ولو بحرف واحد عن واقعة إزاحة بوسعيد أو تعيين بنشعبون، كما أن حزب الحمامة لم يوضح ما إذا كان هذا الأخير منتميا له أم لا.

وبإطلالة على الموقع الرسمي لـ”الأحرار”، فإن هذا الأخير لم يُصدر أي بلاغ، ولم يجمع مكتبه السياسي للحديث عن قضية الإعفاء أو مستجد التعيين، ليبقى بنشعبون “يتيما” سياسيا في ظل هذا التعتيم والصمت المتواصل.

وما يزيد من هذه الحيرة في نفوس المغاربة، هو أن المسار المهني لبنشعبون يخلو من أي انتماء أو نشاط سياسي، إذ كرس حياته لمجال المال والأعمال عبر تقلده لمنصب الرئيس المدير العام للبنك الشعبي  فضلا عن مهام أخرى في ذات المجال.

المضحك / المبكي أيضا، هو كون سعد الدين العثماني قد رفع شعار “الإنصات والإنجاز”، غير أنه ولحدود الساعة فإنه لم يطبق سوى مبدأ “عين ميكة”، خوفا على تحالفه الهجين من التشتت وبالتالي انهيار حكومته التي لم يجتمع فتاتها إلا بمشقة الأنفس بعد البلوكاج الحكومي.

 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x