لماذا وإلى أين ؟

الطبيب المغربي زهير لهنا يتحدث عن واقع غزة المآساوي بعد نهاية عمله التطوعي

أكد الدكتور زهير لهنا، مغادرته يوم الأحد 14 يوليوز 2024 قطاع غزة، منهيا بذلك الزيارة الثالثة من عمله التطوعي بالقطاع المحاصر والمدمر، وما تركته هذه التجربة من دروس وجراح وآلام داخله.

وأشار زهير لهنا في سلسة من التدوينات على صفحته بـ “الفايسبوك” تحمل عنوان “وداعا غزة”، إلى إن “الخروج من غزة يترك غصة وألما عند وداعها، ووداع الأصدقاء والأحبة والزملاء، حين يتم تتركهم وسط أجواء الحرب الخانقة، فحياتهم تدمرت بالكامل، وهم يوميا يتعرضون لخطر الموت”.

وكشف الطبيب عن ظروف صعبة يعيشها سكان القطاع من قبيل “تواجد عدد كبير من الشباب بعضهم يحمل الأسلحة، يحاولون في الغالب إما التصدي للشاحنات أو حمايتها، مع عدم اعتدائهم على سيارات الأمم المتحدة، بل منهم من يحييها ما يعطي للركاب نوعا من الآمان”، متسائلا في ذات الصدد عن “كيفية فوز للأمم المتحدة بهذه المنزلة حتى من قطاع الطرق؟ فهي تنجح دائما في استخدام قوتها الناعمة، ولو أنها وراء هذا العدوان بقوانينها غير العادلة ومجلسها الفاسد الذي يعطي حقوقًا مثل حق “الفيتو” لدول استعمارية لتستمر الحرب ويستمر العدوان”، وفق تعبير زهير لهنا.

وأشار في ذات التدوينة لواقع المرور عبر معبر “كرم أبو سالم”، المعبر الوحيد الشاغل في القطاع بعد تعطيل  حركة المرور كليا لمعبر رفح نتيجة السيطرة على جانبه الفلسطيني من طرف جيش الاحتلال الإسرائيلي مؤخرا، حيث يتم “دخول الخارجين من القطاع إلى معبر ابو سالم وم تم إلى منطقة حدودية خطرة ومراقبة بكاميرات عدة دقيقة جدا، تمر عبرها السيارات واحدة تلو الأخرى دون وجود أي جندي، إذ هناك عرب بوزرات زرقاء فاتحة اللون مكتوب عليها بالعبرية، في الغالب يكونون من المستعربين”

ليتم بعد ذلك تسليم المغادرين لـ “القوات الخاصة المعروفين بلباسهم الرمادي وبنيتهم الجسدية الجيدة. حيث يتم وضع الحقيبة للفحص والتأكد مرة أخرى من الاسم على اللائحة الموجودة مسبقًا لديهم، ثم يطلب منهم الذهاب إلى مكان كان تواجد الحافلة التي ستعبر بهم دولة الاحتلال دون توقف حتى الحدود مع الأردن”.

وسلط لهنا الضوء على صعوبة دخول الأطقم الطبية إلى غزة أو الخروج منها، مبرزا أن “خروج الوفود الطبية والإغاثية من غزة، يتطلب التنسيق المسبق وجرد الأسماء ليوم محدد، ولا تأتي الموافقة النهائية إلا في اليوم الذي يسبق يوم الخروج، وأحيانا في ساعة متأخرة من النهار”.

وأكد الطبيب المتطور أن “خروج الوفود الطبية والإغاثية من غزة، يستلزم التنسيق المسبق وجرد الأسماء ليوم محدد، حالياً إما الثلاثاء أو الخميس من كل أسبوع. ولا تأتي الموافقة النهائية إلا في اليوم الذي يسبق يوم الخروج، وأحياناً في ساعة متأخرة من النهار، بحيث لا يدري الأطباء هل سيتمكنون من الخروج أم لا حتى آخر لحظة”، واصفا الامر بـ قواعد “اللعبة” أو اللعب بالأعصاب، وعلى الجميع تقبلها”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

2 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
احمد
المعلق(ة)
15 يوليو 2024 19:35

بطل حقيقي من الابطال الذين يتعففون على الوقوف امام الكاميرات، ليتبجحو علينا بالدبلوماسية الموازية.

ابو زيد
المعلق(ة)
15 يوليو 2024 19:15

شكرا لكم من الأعماق…لانكم تحملون رسالة محبة و وفاء و مواساة كما دعم لليتامى و المصابين في غزة !! لانكم تضمدون جراحنا كمغاربة …لانكم رفعتم راية الوطن دون اهداف و لا دسائس لانكم تبرهون ان الوطن له رجالاته لا يبيعون قيمهم بالرقص باسم الدبلوماسية الموازية في نفس اليوم الذي ارتوى تراب غزة بدماء المصلين…

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x