2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
فعاليات أمازيغية تتأهب لبناء مشروع سياسي بمرجعية أمازيغية

بعد المحاولات التي بدأت منذ سنة 2000 من أجل تأسيس مشروع حزب سياسي بمرجعية أمازيغية، وبعد المشاريع السياسية الأمازيغية التي كانت تظهر على شكل أوراق وأفكار لخلق مشروع سياسي للمغاربة بديل لما هو موجود، تظهر في الأفق تجربة جديدة هي الأولى بعد عشر سنوات من آخر محاولة لبناء مشروع سياسي بمرجعية مغربية ينافس أحزاب “الإيديولوجيات المستوردة” وفق تعبير الحركة الأمازيغية.
قبل هذا المشروع الذي يحمل اسم “حـــركة النجوم الثلاثة أوال/ أگال/أفگان”، كانت هناك مجموعة من المشاريع التي لم تصل لمرحلة تأسيس حزبي سياسي، باستثناء المحاولة التي قادها المفكر الأمازيغي الراحل؛ أحمد الدغرني؛ “الحزب الديموقراطي الأمازيغي المغربي”، المنحل بحكم قضائي سنة 2010.
وترى فئة غالبية التيارات المكونة للحركة الأمازيغية في المغرب أن “فشل السياسة في المغرب وتدهور منسوب الثقة لدى المغاربة في الأحزاب، ليس وليد اليوم وإنما داء العطب قديم وبنيوي، حملته الأحزاب في نشأتها، وانتشر وساد وهيمن على النسق السياسي بشكل عام”، حيث تؤكد أن “الخلل نابع من المرجعيات والمنطلقات الفكرية والأيديولوجية والفلسفية للمنظومة السياسية السائدة، وهي مَن جعلت المغرب في آخر المطاف لا يفكر بعقله ولا يسير بقدميه ولا يعبر عن نفسه، لأنه تم تطويقه بايديولوجيات مستوردة من الخارج، لا تتلاءم وخصوصيته الثقافية ومقوماته الحضارية والتاريخية العريقة، التي بصمت على عبقرية أمازيغية ضاربة في الوجود وذات جذور ممتدة عريقة”.
ويعد استحضار التحولات السياسية والاجتماعية والثقافية التي يعيشها المغرب، والوقوف على الأخطاء وأسباب فشل المبادرات والمحاولات السابقة التي اشتغلت على التنظيم السياسي الأمازيغي، شرعت عدد من الفعاليات الأمازيغية في صياغة أرضية فكرية وسياسية جامعة للمرجعية الأمازيغية تروم تأسيس تجربة سياسية جديدة تحت إسم “حركة النجوم الثلاثة”.
في هذا الإطار، يقول الكاتب والناشط الأمازيغي؛ عبد الله بوشطارت، إن المشروع السياسي بمرجعية أمازيغية نشتغل عليه منذ سنوات في مجموعة الوفاء للبديل الأمازيغي، وذلك امتداد لكل المبادرات السياسية الأمازيغية السابقة؛ كتأسيس الحزب الديموقراطي الأمازيغي المغربي سنة 2005 والذي تم حله بحكم قضائي سنة 2008، وكذلك لتجربة مشروع تامونت سنة 2016 والذي لقي نفس المصير.
وأوضح بوشطارت في تصريح لصحيفة “آشكاين” الإخبارية، أن مجموعة الوفاء للبديل الأمازيغي تطرح مشروع أرضية سياسية جديدة لبناء تنظيم سياسي بمرجعية حضارية وثقافية أمازيغية تتكامل فيه الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والبيىئية والحق في الموارد والأرض مع الحقوق اللغوية والثقافية، مشيرا إلى أنه مشروع مفتوح أمام جميع المغاربة وليس مقتصرا على الناطقين بالأمازيغية فقط.
ويطمح هذا المشروع، وفق المتحدث، التأسيس لبناء فعل سياسي في المغرب يمتح أسسه الفلسفية والأيديولوجية من القيم الثقافية والحضارية الأمازيغية المغربية، كما أن خطابه ومرجعيته تختلف مع ما هو سائد في المشهد السياسي والثقافي، وهدفه الأساسي هو خدمة الوطن والقضية الأولى المتمثلة في وحدة الأمة المغربية المبنية على التنوع والانفتاح لا على الإقصاء.
وخلص بوشطارت بالتأكيد أن الحضارة الأمازيغية فيها تراكم قانوني وثقافي واقتصادي وقيمي ومعماري وسياسي يجهله المغاربة، لأن العقل السياسي السائد لا يستوعب الامتداد التاريخيّ والحضاري والثقافي للمغرب الامازيغي.