إطلاق أشغال بناء أطول جسر بالمغرب في مدينة العيون

في إطار الاحتفالات بالذكرى الـ25 لعيد العرش المجيد، أشرف نزار بركة، وزير التجهيز والماء، امس الأحد، على إعطاء انطلاقة أشغال الجسر الضخم الذي سيقام على وادي الساقية الحمراء بالطريق المداري لمدينة العيون.

يعد هذا الجسر، الذي يمتد على طول 1.648 متر وعرض 21.4 متر، جزءاً لا يتجزأ من مشروع الطريق السريع تزنيت-الداخلة، والذي يهدف إلى تعزيز البنية التحتية الطرقية للأقاليم الجنوبية وتسهيل الحركة التجارية والسياحية بين مختلف مدن المملكة.

يتميز الجسر بتصميمه الهندسي المتطور الذي يتضمن طريقين مزدوجين منفصلين مع ممر لكل طريق، إضافة إلى ممشى للراجلين، مما يجعله يستجيب لمعايير السلامة والاستدامة البيئية. كما سيساهم في تفادي أي انقطاع لحركة السير بسبب فيضانات وادي الساقية الحمراء، وتحسين السلامة الطرقية والجانب البيئي لمدينة العيون.

خلال الزيارة، اطلع الوفد على تقدم أشغال مشروع الطريق السريع تزنيت-الداخلة، الذي بلغت نسبة الإنجاز فيه 97 بالمائة، حيث تم بالفعل فتح 980 كيلومترا و15 منشأة فنية كبرى في وجه حركة السير.

وأكد وزير التجهيز والماء أن هذا المشروع الضخم يندرج في إطار النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، والذي يهدف إلى تعزيز الدينامية السوسيو-اقتصادية وتشجيع الاستثمار في هذه الجهات. كما أشار إلى أن جميع محاور هذا المشروع تم بناؤها من طرف شركات مغربية، مما يساهم في دعم الاقتصاد الوطني.

بالتزامن مع هذه الزيارة، تم إطلاق اسم الملك محمد السادس على المكتبة الوسائطية الكبرى بمدينة العيون، والتي تعتبر من أهم المشاريع الثقافية في المنطقة. كما تم تدشين ورش مستودع الآليات للأشغال العمومية بالطريق الوطنية رقم 1، وإنشاء معهد للتكوين في مجال الأشغال العمومية.

رافق الوزير في هذه الزيارة، عبد السلام بكرات، والي جهة العيون الساقية الحمراء، ومولاي حمدي ولد الرشيد، رئيس جماعة العيون، وعدد من الشخصيات السياسية والعسكرية وشيوخ القبائل الصحراوية.

هذه المشاريع الضخمة تؤكد على الاهتمام الذي توليه الدولة للتنمية المستدامة للأقاليم الجنوبية، وتعكس الرؤية الاستراتيجية للمملكة في تعزيز مكانتها كقوة صاعدة في القارة الأفريقية.