لماذا وإلى أين ؟

شَتانَ بين موازين الماجيدي وموازين أحيزون

على مدى 8 سنوات، شهد مهرجان “موازين”، نموا كبيرا عاما بعد عام، وذلك طوال ترؤس منير الماجيدي لجمعية “مغرب الثقافات” المنظمة للمهرجان.

والملاحظ أنه طوال ترؤس الماجيدي للجمعية المذكورة، كان مهرجان “موازين” يلعب دورا ثقافيا رياديا على المستوى الوطني وحتى العالمي من أجل تقديم صورة عن مغرب التسامح والإنفتاح أمام باقي دول المعمور، وذلك بفضل الرزنامة الزاخرة التي كانت تضمها فقراته من خلال تنوعها وحُسن توزيعها والأثر الإيجابي الذي لقيته لدى المشاهدين والمتفرجين على حد سواء، وكذا على مستوى الصدى الحسن الذي يعطيه المهرجان بالعديد من البلدان الأجنبية.

ورغم بعض الانتقادات حول قضية “تبذير المال العام” التي بدأت مع انطلاق مهرجان موازين، إلا أن الدور الذي كان يلعبه هذا الأخير غطا بشكل كبير على كل هذه الانتقادات، حيث يتحول المغرب -آنذاك- إلى قبلة فنية على مدى أسبوعين، تجتمع فنانون من كل الأقطاب لإمتاع الجمهور وللتعريف بالثقافة المغربية في باقي البلدان، وبالتالي فإن منطق رابح – رابح كان حاضرا وبقوة لدى إدارة جمعية مغرب الثقافات برئاسة الماجيدي.

نقطة أخرى وجبت الإشارة إليها، هي أن فريق العمل في تلك الحقبة، كان يُحسن تدبير الأزمات والمشاكل التي تحدث بين الحين والآخر، وذلك عن طريق التواصل والتفاعل مع الرأي العام والصحافة الوطنية والعالمية من أجل رفع أي لُبْس أو ما يمكنه التشويش أو التسبب في إشاعات وأخبار مغلوطة.

والملاحظ في هذا السياق، أن طاقم العمل، تمكن من تجاوز النقاط السوداء على المستوى التنظيمي، حيث تم تسجيل تطور إيجابي كبير سنة بعد سنة على هذا المستوى، مما يؤكد الاحترافية الكبيرة التي طبعت الفترة الرئاسية للماجيدي، وخير دليل على ذلك أنه بعد “حادثة الستاتي”، لم يتم تسجيل حوادث مشابهة في النسخ التالية للمهرجان، وبمعنى آخر أن طاقم العمل استفاد من الدرس وصحح الأخطاء ومضى قُدما نحو تحسين صورة وتنظيم هذا الحدث العالمي.

غير أن هذا المشعل، أخذ في الخفوت منذ سنة 2015، في عهد الإدارة الحالية التي تخبطت في الإرتجال والفضائح تلو الأخرى، وآخرها حملة المقاطعة التي هزت أركان المهرجان وأطاحت بسمعته التي بنتها القيادة السابقة على مدى سنوات عديدة، حيث لم تُفلح الإدارة الحالية في الخروج من عنق الزجاجة بسهولة، بل إن أيام المهرجات أصبحت بالنسبة لها جحيما تتمنى أن ينتهي بأسرع وقت.

كما أن إدارة موازين في ظل رئاسة أحيزون، فضلت الإنغلاق على نفسها دون أن تفتح المجال للرأي العام وللصحافة من أجل الإطلاع على العديد من المعطيات التي تهم المواطن المغربي، بل إنها -وبأسلوب لا يخلو من استفزاز- قدمت أرقاما حول الحضور الجماهيري، رآى الكثيرون أنها مشكوك في مصداقيتها، نظرا لكون حملة المقاطعة قد فعلت فِعلتها طوال أيام المهرجان، ورغم كل ذلك فإن أحيزون لجم فمه وفضل البقاء في برجه العاجي مترفعا عن الإدلاء بأي تصريح في الموضوع أو على الأقل الإعتراف بالأخطاء المرتكبة من قبل معاونيه وبانعكاسات حملة المقاطعة.

فالكل شاهد العزوف الجماهيري الكبير الذي ضرب منصات موازين في نسخته الأخيرة، وكذا الملايير التي صُرفت لفائدة الفنانين والمنشطين والإشهار لنتفاجأ في آخر المطاف بفنانين يُغنون أمام الأشباح أو أمام رجال الأمن الذين خلقوا الحدث بفضل يقظتهم وسهرهم على إنجاح هذا الحدث الذي “أفشله مُنظموه”، خاصة بعد أن خرج فنانون معروفون عن صمتهم، وأعلنوا للرأي العام بأنهم تعرضوا للابتزاز من طرف مسؤولين في مهرجان موازين، وهي الفضيحة المدوية التي طرقت آخر مسمار في نعش الإدارة التي يترأسها عبد السلام أحيزون.

كما يتجلى فشل الإدارة الحالية، في فترة ما بعد موازين، حيث قررت العديد من الشركات الفرنسية المتعاقدة مع مغرب الثقافات، اللجوء للقضاء بعدما لم تتوصل بمستحقاتها المالية نظير الخدمات التي قدمتها للجمعية من أجل تنظيم المهرجان، حيث أن هذه الأخيرة لم تفي بالوعود التي قدمتها للشركات بل إنها أخلت بالعقود الموقعة معها…فشَتانَ بين موازين الماجيدي وموازين أحيزون.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x