2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

تشبث وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار السابق، عبد اللطيف ميراوي، بتغيير مسار المشاريع المتعلقة بإحداث النوى الجامعية، والتركيز بدلا من ذلك على إنشاء مركبات جامعية كبرى.
وبرر ميراوي، قراره، الذي يناقض رغبات العديد من الفعاليات، بأن العديد من التجارب الدولية، أثبتت “فشل” “النوى الجامعية، ولا ”تحقق الأهداف المنشودة”، بينما دافع عن المركبات الجامعية الكبرى التي تخلق ”دينامية علمية أكبر”، على حد تعبيره في إحدى مداخلته بالبرلمان.
الوزير السابق الذي لم يخف أن هذا القرار قد أثار استياء بعض الفاعلين المحليين، الذين يرون في النوى الجامعية وسيلة لتقريب التعليم العالي من المواطنين، وتلبية احتياجات المناطق النائية. غير أنه أكد أن الحكومة تعمل على ضمان استمرارية المشاريع التي تم إطلاقها بالفعل، وتطويرها لتتماشى مع الرؤية الإستراتيجية الجديدة للقطاع.
ويتعلق الأمر بـ 34 مشروع خاص، تمت المصادقة عليه في مجموعة من الأقاليم، يهدف إلى خلق نوى جامعية في عدة مدن، منها تاونات والحسيمة وكلميم وإفران وآزرو وخنيفرة والخميسات وسيدي بنور وميدلت ووزان والصخيرات تمارة وسيدي قاسم…، ومنها مشاريع وقعت بشأنها اتفاقيات بين الحكومة والجماعات الترابية.
ومع حدوث التعديل الحكومي، الذي عصف بالوزير عبد اللطيف ميراوي، تجددت المطالب للوزير الجديد عز الدين الميداوي، بإعادة النظر في قرار سلفه بشأن تجميد هذه النوى الجامعية، وإنشاء كليات متعددة التخصصات في مدن الهامش، لإعفاء آلاف الطلاب من قطع مسافات طويلة لمواصلة مسارهم الجامعي.
عبد السلام العسيري، أستاذ باحث بجامعة الحسن الثاني، يرى أنه في الغالب سيتم رفع قرار تجميد النوى الجامعية خلال عهدة الوزير الحالي، مشيرا إلى أنها مهمة بالنسبة لساكنة المدن الصغيرة التي أتخذ القرار بفتح مؤسسات جامعية بها.
لكن في المقابل، يوضح العسيري، متحدثا لجريدة ”آشكاين”، أن إحداث هذه النوى فيه ”مايقال من الهفوات”، مؤكدا في السياق ذاته أنه “يصعب إحداث مختبرات للبحث العلمي والابتكار، كما يصعب تدريس كل المواد الخاصة بكل مسلك للطلبة …”، مشيرا إلى أن تركيبة هذه المؤسسات يطغى عليها طابع ” الحس الثانوي أكثر من التعليم العالي”.
كما شدد على أن خلق نوى جامعية يساهم في ”التشتيت” أكثر لمؤسسات التعليم العالي التابعة للجامعة على مستوى الموقع، وواقع الحال دوليا وحتى محليا بالمغرب، يتجه نحو تجميع ما أمكن لهاته المؤسسات بالنسبة لكل جامعة وإحداث بما يسمى ” compus universitaire ”، جامعة ابن طفيل نموذجا، التي سبق للوزير الجديد الميداوي أن كان على رئاستها متتاليتين.
وخلص ذات الأستاذ الجامعي إلى أن النوى الجامعية تحمل ما هو إيجابي من ناحية تقريب المكان للطالب ولأهله، لكن في المقابل فهي سلبية من حيث الإنتاج والمردودية.