لماذا وإلى أين ؟

الكتاني: تدريس التربية الجنسية تشجيع على الفجور (حوار)

أثارت قضية اغتصاب الفتاة خديجة “صاحبة الوشوم” بمنطقة أولاد عياد، نقاش اجتماعيا كبيرا يتعلق بالتربية الجنسية بعدما دعت مجموعة من المنظمات والشخصيات والهيئات إلى اعتمادها في المقررات المدرسية والتربوية، كحل بديل من شأنه أن يقلص من الاعتداءات الجنسية في حق النساء بالمغرب، والمساهمة في خلق جيل واعٍ من الشباب بأهمية الحفاظ على حرمة وحرية الجسد،

إلا أن هذا النقاش اصطدم بمجموعة من الآراء التي اختلفت فيما بينها في شأن التصور العام لتنزيل تلك الدعوات، بين آراء محافظة تعتبر الأمر، مجرد دعوات تدخل في الانفتاح الغير المرغوب فيه، وبين دعوات تعتبر الأمر يدخل في إطار تربية وتوعية الأجيال بأهمية التوعية الجنسية.

وفي هذا الصدد أجرت “آشكاين” حوارا مع الداعية والفقيه المغربي حسن الكتاني في إطار فقرة “ضيف الأحد” لأخذ وجهة نظره في الموضوع، والوقوف على رأيه في ما يخص تلك الدعوات.

بداية مرحبا بك على “آشكاين”، ما رأيك في النقاش والدعوات الدائرة حاليا حول التربية الجنسية وإدراجها في المقررات المدرسية؟

بداية أشكر جريدة “آشكاين”، على إتاحتنا الفرصة للحديث عن هذا الموضوع، في الحقيقية أرى أن هذا الموضوع بهذا الشكل أصبح متجاوزا، لأن هناك بعض الناس في المغرب أصبحوا يدعون إلى عيش واقع من الواقع الأوروبي، الذي أصبح يغوص في الانحلال والتفسخ، حتى أدى ذلك إلى انحلال رهيب، وأدى إلى بعض عقلاء ومفكري الغرب إلى دق ناقوس الخطر على مستقبل أبنائهم، لأن الأمر وصل إلى الخطورة بمكان، لذلك أنا أرى أن تدريس هذه المادة ضرب من ضروب التشجيع على الفجور، وليس ضرب من ضروب تهذيب الأخلاق، وهذا لا يعني أننا لا نمتلك في ثقافتنا الإسلامية ما يهذب الأخلاق في هذا الباب، ولكن الأمر يحتاج إلى ضبط مسبق.. نعم يحتاج إلى ضبط .

هل تعتقد أن تدريس هذه المادة، يمكن أن يحد الكثير من الظواهر الإجتماعية الخطيرة المنتشرة الآن، خصوصا وأن العديد من المثقفين والدعاة كتبوا كثيرا في هذا السياق ؟

نعم هذا ما قلته فالإسلام وثقافتنا الإسلامية فيها الكثير ما يقال عن هذا الأمر، وهو السباق إلى تنظيرها وتنظيمها، لكن المشكلة في هذا الأمر هو تدريسها في أجواء مناسبة ..

أجواء مناسبة كيف ؟

وهي أن تخضع لتعاليم السنة النبوية وما جاء به القرآن الكريم وألا تخدش الحياء، وينبغي لهذا الأمر أن يتقيد للضوابط الشرعية، بمعنى أنه لا يجوز بأي حل من الأحوال ان نتطرق إلى العلاقة الحميمية بين الأشخاص إلا في العلاقة الزوجية، وموضوع الحرية الجنسية وكل ذلك هو أمر مرفوض، كما أن تدريس هذه الأمور في جو مختلط هو مدعاة للفجور والفسق، وليس لتهذيب الأخلاق والنفوس كما يدعون، أو تعليم الناس ما يحتجونه، كل ذلك غير صحيح، ونحن سبق وأن تطرقنا لهذه الأمور في محاضرتنا، لكن في جو مناسب وليس جو مختلط فيه مراهقين شباب وفتيات، وهو ما سيؤدي إلى ما لا يحمد عقباه.

في نظرك ما هو التعريف الصحيح للتربية الجنسية ، في ظل اختلاف المفاهيم الموجودة حاليا؟

إذا كانوا يتحدثون عن المرأة من وجهة نظر التربية الجنسية فهو تشيئ لها، أما إذا كنا نتحدث عن الأخلاق  ومواضيع إنسانية فذا شيئا آخر، إذا فالموضوع كله له علاقة بالجنس فلماذا لا نتحدث عن المرأة بدون الجنس، لأن الموضوع كله جنسي ، وبالتالي سنتحدث عن كيفية تعامل الرجل مع المرأة من الناحية الشهوانية فقط، وهذا يدخل فيه النظر واللمس وأمور أخرى، وهذا شيء مرغوب فيه والشرع نظمه وفسره في العديد من الأبواب، أما إذا تعلق الأمر بأشياء محرمة فذلك نقاش آخر، ولكن اذا كنا نحاول أن نقنع الناس بأن هذا جسمكم افعلوا فيه ما تشاؤون ، فهذا فجور وانحلال وانزلاق إلى الشذوذ.

كلمة أخيرة ؟

في الحقيقة أنا أحذر من الانزلاق وراء الغرب، لأن هذا الأخير كان له دينه وانزلق في مستنقع أخلاقي خطير، ولا يجب أن ننجر نحن أيضا معه ، لأن ذلك سيؤدي على ما لا يحمد عقباه.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x