2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
استقدام الجزائر رئيس جنوب أفريقيا للخطاب ببرلمانها محاولة لتقديم صورة نجاح دبلوماسي زائف لتخفيف الضغط الداخلي (باحث)
يشرع رئيس جمهورية جنوب إفريقيا؛ سيريل رامافوزا، في زيارة دولة إلى الجزائر؛ بدعوة من رئيس هذه الأخيرة، ابتداء يومه الخميس 5 دجنبر الجاري.
وأكدت الرئاسة الجزائرية في بيان أصدرته مساء أمس الأربعاء، أن رامافوزا سيلقي خطابا أمام البرلمان الجزائري بغرفتيه، يوم الجمعة المقبل، داعية كل البرلمانيين إلى الحضور للإستماع لخطاب رئيس جنوب إفريقيا.
تفاعلا مع خلفيات هذه الزيارة، يرى الخبير في الشؤون السياسية و الإستراتيجية؛ هشام معتضد، أن زيارة رئيس جنوب إفريقيا إلى الجزائر “تركز بشكل مفرط على الجوانب البروتوكولية، حيث تم استدعاء البرلمان الجزائري بغرفتيه للاستماع إلى الخطاب، وهو ما يشير إلى محاولة الجزائر استغلال الحدث بشكل رمزي دون تقديم مبادرات عملية ملموسة، وبدل أن يكون فرصة لبناء شراكات اقتصادية أو تعزيز التعاون الاستراتيجي مع جنوب إفريقيا، التي تحاول الخروج من أزمتها الإقتصادية والسياسية في القارة الافريقية”، مشيرا إلى أنه لذلك “اكتفت الجزائر بعرض شعارات دبلوماسية بعيدة عن تحقيق نتائج فعلية تخدم المصالح المشتركة”.
ووفق معتضد الذي كان يتحدث لصحيفة “آشكاين”، فإن هذا التركيز على الرمزية والبروتوكول يعكس ضعف رؤية الجزائر في توظيف الفرص الدبلوماسية لتعزيز موقعها الإقليمي والدولي، مردفا أن جنوب إفريقيا، التي تتولى حاليًا الرئاسة الدولية لمجموعة العشرين، تمثل شريكًا محوريًا يمكن أن يساعد الجزائر في تجاوز أزماتها الاقتصادية عبر مشاريع مشتركة أو مبادرات تنموية، ومع ذلك، تبدو الجزائر غير قادرة على الاستفادة من هذه الفرصة التاريخية، مما يبرز محدودية سياساتها الخارجية التي غالبًا ما تركز على الخطابات السياسية بدلًا من الأفعال الملموسة.
ويفسر الباحث في الشؤون الإستراتيجية زيارة رئيس جنوب إفريقيا إلى الجزائر على أنها “محاولة لصرف الأنظار عن الأزمات الداخلية التي تعاني منها الجزائر، سواء على المستوى الاقتصادي أو السياسي”، لافتا إلى أنه “في ظل التدهور الاقتصادي والاحتقان الاجتماعي المتزايد، يبدو أن القيادة الجزائرية تسعى لتقديم صورة نجاح دبلوماسي زائف لتخفيف الضغوط الداخلية، ومع ذلك، فإن هذا النهج لا يمكن أن يخفي غياب استراتيجية واضحة لتحويل مثل هذه الزيارات إلى فرص تخدم التنمية الوطنية وتعزز موقع الجزائر في النظام الدولي”.
ويؤكد المتحدث أن “اختيار الجزائر تعزيز علاقاتها مع جنوب إفريقيا، التي تشترك معها في توجهات أيديولوجية معينة، يعكس توجهًا دبلوماسيًا أحادي الجانب يُضعف قدرتها على بناء علاقات متوازنة ومتعددة الأطراف، مشددا على أن هذا التوجه يعزل الجزائر عن قوى أخرى أكثر تأثيرًا على الساحة الدولية ويحد من قدرتها على لعب دور فعّال في معالجة القضايا الإقليمية والدولية.
وخلص معتضد بالإشارة إلى أن زيارة الرئيس رامافوزا إلى الجزائر تكشف عن “محدودية الدبلوماسية الجزائرية، التي لا تزال تركز على الجوانب الرمزية والشعارات بدلًا من تطوير شراكات استراتيجية قائمة على المصالح المتبادلة”، مبرزا أنه إذا لم تعالج الجزائر هذه الإشكاليات، فإنها ستستمر في فقدان الفرص التي قد تسهم في تعزيز مكانتها الدولية والتخفيف من أزماتها الداخلية.
ربما يأملون أن يطالب باستقلال الصحراء الغربية عن مغربها ويردون عليه بالهتافات والتصفيقات فيحسب انتصارا دبلوماسيا.وجاء ذلك متزامنا مع تصريحات ابنة الرئيس السابق لجنوب أفريقيا تطالب فيه باستقلال منطقة لقبايل.
من النكت المتداولة بيننا : تونس عندهم بن خلدون والمغرب عنده بن بطوطة والجزاىر عندها بن بطوش اذن كان حري بكابرانات الجزاىر ان يستقدموه للبرلمان للحديث عن التغيرات الجيوسياسية في المنطقة