لماذا وإلى أين ؟

“آشكاين” تبسط خلفية اختيار “الأحرار” للمسعودي وبولمغاير لقيادته بأكادير

انتظر مكونات حزب التجمع الوطني للأحرار بأكادير لأسابيع عدة حتى يعقد المكتب السياسي اجتماعه ويعين المنسق الجديد للحزب بالإقليم؛ بعدما قدم رشيد بوخنفر استقالته من هذا المنصب بسبب خلافات بينه وبين المنسق الجهوي؛ كريم أشنكلي، ورئيس المجلس الإقليمي؛ عبد الله المسعودي.

وأعلن حزب “الحمامة” تعيين شخصين لقيادة دائرة وحيدة؛ أكادير إداوتنان، حيث اختار الحزب البرلماني السابق ورئيس المجلس الإقليمي؛ عبد الله المسعودي، لقيادة “الحمامة” بـشمال أكادير، أي دائرة أكادير الأطلسية التي تضم جماعات أورير، أيت تامر، إمسوان، تقي، إيموزار، تغازوت، أقصري وأزيار.

في الوقت ذاته، عين المكتب السياسي للأحرار، حسب بلاغ صادر عنه، نائب رئيس جماعة أكادير؛ عبد الله بولغماير، لقيادة الحزب بدائرة أكادير المحيط التي تضم كل من أكادير، الدراركة، أمسكرود وإضمين، خلال المرحلة المقبلة.

وحين نضع هذه “البروفايلات” التي تم اختيارها لقيادة “الأحرار” بأكادير في سياقها السياسي والتنظيمي المتسم بالصراعات الداخلية التي أنهكت “الحمامة” والمنافسة الشديدة مع الأحزاب الأخرى بالإقليم، نفهم الخلفيات التي حكمت تعيين كلا من المسعودي وبولغماير لتسيير الحزب الأول انتخابيا بأكادير.

فعلى مستوى دائرة أكادير الأطلسية (شمال أكادير) يعيش حزب “الحمامة” الذي يقود الأغلبية الساحقة من الجماعات الترابية صراعات جمة على مستوى تدبير المؤسسات المنتخبة وجمود تام على المستوى التنظيمي، لذلك يحتاج “بروفايل” ناجع على مستوى حل الصراعات بين المنتخبين وله القدرة على تحريك الحزب على المستوى التنظيمي، ويبدو أن هذا “البروفايل” لا يتوفر عليه الحزب بالإقليم.

فالمسعودي الذي تم اختياره، معروف في الإقليم بقدرته على حل الصراعات أو افتعالها بين المنتخبين بالإقليم من جهة أو التنظيمات الحزبية، كما له تجربة في صراعات سياسية أثبت السنوات الماضية أنه يخرج منها فائزا، وفي الوقت ذاته يعتبر “كائنا انتخابيا”؛ حيث يجيد لعبة الأرقام الإنتخابية و”اللعب” بـ”بروفايلات” المنتخبين في الدوائر الإنتخابية.

وعليه، فإن الحزب يسعى من خلال اختيار المسعودي لقيادة “الحمامة” بأكادير الأطلسية إلى حل المشاكل بين المنتخبين التي أنهكته منذ انتخابات 08 شتنبر من سنة 2021، كما أنه يصبو للحفاظ على مواقع نفوذه بالإقليم خلال الإنتخابات المقبلة؛ نظرا إلى أن المسعودي يشكل “بروفايلا” مناسبا لذلك، لأنه “كائن انتخابي وليس شخصا تنظيميا”.

أما على مستوى أكادير المحيط، فإن المشاكل التي يشهدها الحزب لا تصل مستوى الصراعات بأكادير الأطلسية، حيث أن “الحمامة” يظهر مستقرا نسبيا؛ إلا أن مشاكل وصراعات شخصية خفية بين المنتخبين يمكن أن تنفجر في أي لحظة، لذلك يحتاج “بروفايلا” ينجح في إصلاحها قبل أن تظهر لعلن.

ويبدو أن حزب “الحمامة” وجد “البروفايل” المناسب بعد سحب عبد الرحمان سرود ترشيحه لأسباب ما تزال مجهولة، حيث يظهر بولغماير نموذجا للشخصية التي يحتاجها الحزب في هذه الظرفية؛ خاصة أنه معروف بأنه شخص غير صدامي ولا يحبد المواجهة المباشرة بقدر ما يتقن “حرب الكواليس”.

ويظر أن حزب التجمع الوطني للأحرار يراهن على بولغماير الذي يعتبر شخصية هادئة تنحاز للحوار؛ لحل الصراعات الخفية بين المنتخبين بأكادير والحفاظ على مستوى معقول من الإستقرار التنظيمي، قبيل حلول موعد الإستحقاقات الإنتخابية.

وعليه يمكن أن نستنتج أن حزب التجمع الوطني للأحرار من خلال اختيار المسعودي وبولغماير لقيادة التنظيم على مستوى أكادير إداوتنان، يهدف لحل الصراعات بين المنتخبين والحفاظ على استقرار الحزب قبل موعد “حرب التزكيات”. كما يظهر أن الحزب يراهن على الشق الإنتخابي في ما يهمل الشق التنظيمي المتعلق بالتكوين والتأطير.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x