لماذا وإلى أين ؟

هل ستصنف تركيا البوليساريو منظمة إرهابية بعد استقبال ارهابيي Pkk بتندوف؟

تواترت تقارير صحفية  متطابقة لمنابر ومنصات إعلامية موثقة بالصور، تؤكد سماح الجزائر لوفد يتبع حركات كردية انفصالية، تصنفها تركيا إرهابية، بالدخول إلى مخيمات تندوف في إطار نشاط نظمته جبهة بوليساريو في تندوف في 6 يناير 2025، وهو ما حاولت سفارة الجزائر أن تنفيه عبر بيان سابق لسفارتها بأنقرة.

ورغم محاولات النفي الجزائرية التي لم تستند إلى دليل ملموس، يبقى التساؤل مفتوحا عما قد تتخذه السلطات التركية تجاه الجزائر وصنيعتها البوليساريو، بسبب استقبال تنظيم “بي كي كي”(PKK) الذي تصنفه تنظيما إرهابيا، وهل ستتجه للرد بتصنيف البوليساريو كمنظمة إرهابية؟   

وفي هذا السياق، أوضح أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الأول بوجدة، خالد الشيات، أن “ما حدث هو إقامة أنشطة داعمة للحركات الإنفصالية، أو ما تسميه الجزائر الحركات التحررية، وهذا النشاط تم على أرض جزائرية وفي ضيافة البوليساريو التي يعلم الجميع أنها في خدمة الأجندة الجزائرية”.

ويرى الشيات، في حديثه لـ”آشكاين”، أنه “كان أمام الجزائر أن تقول إن هذا النشاط هو من تنظيم البوليساريو وليس من تنظيمها، وقد يكون ذلك مناسبا لرد دبلوماسي، لكن من المنظور السياسي فهذا غير مقبول، لأن الكل يعلم أن هناك ارتباطا عضويا وموضوعيا بين الجزائر والبوليساريو”.

خالد الشيات ـــ أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية

وشدد على أنه “بناء على ما سبق لا يمكن نفي الصور والفيديوهات وكل الأنشطة التي تمت فوق الأراضي الجزائرية الداعمة لتنظيمين انفصاليين كرديين، سواء “بي كي كي” أو المنظومة الأخرى المولودة فيه هذا النشاط، كما لا يمكن نفي وجود الناشطة السويدية التي تدعم هذه الحركات، ومعروفة بدعمها لهذه الحركات”.

واعتبر المتحدث أن “الرد الذي قامت به السفارة الجزائرية بأنقرة هو رد فيه نوع من الاستحمار للنظام السياسي التركي، إذ ليس هناك  شيء  أقبح لدى الأتراك من دعم الأكراد ودعم الإنفصال، وقد حافظت تركيا على علاقتها مع الجزائر، لاعتبارات ربما ذات طبيعة مصلحية،  أكثر مما هي ذات طبيعة مبدئية”.

وشدد على أنه “يجب أن تكون هناك مراجعة جذرية للعلاقات بين الجانبين، وأن يكون هناك قاعدة أساسية في احترام سيادة الدول، سواء في تركيا أو في المغرب أو في مالي، أو في غيرها من الدول”.

ونبه إلى أن “ما يحدث اليوم هو أن هناك دولة ماردة ترى نفسها فوق كل المعطيات الأخرى ويمكن أن تتصرف بالطريقة التي تراها مناسبة، بغض النظر عما قد يسبب ذلك من ضرر للدول المحيطة أو الدول المعنية بهذا القرار”.

وخلص إلى أن “اعتبار تركيا للبوليساريو منظمة إرهابية يبقى في خضم التقديرات التركية ويظل مطروحا على كل حال كإجراء سيمس البوليساريو، حتى يرفع الحرج عن الجزائر، التي تقول إنها غير معنية بالصراع، وقد يكون صفعة لها بطريقة غير مباشرة، وحتى تضمن تركيا ماء وجهها وتكون قد قامت برد فعل سياسي تجاه هذه التصرفات من حركة انفصالية مدعومة من طرف الجزائر واعتبار الجزائر هي دولة لها علاقة بموضوع الانفصال بالمغرب”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x