لماذا وإلى أين ؟

حزب فرنسي يطالب المفوضية الأوربية بوقف إعانات بالملايين تقدم للجزائر طيلة سنين

يبدو أن ملف اعتقال الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال الذي أرخى بالتوتر على العلاقات الفرنسية الجزائرية، بدأ يأخذ منحى مختلفا، حيث طالب رئيس حزب فرنسي وعضو بالبرلمان الأوروبي المفوضية الأوربي بوقف كافة أشكال التعاون مع الجزائر ومنعها من الاستفادة من ملايين اليوروهات الخاصة بإعانات الهجرة.

وطالب رئيس التجمع الوطني بفرنسا، رئيس “مجموعة الوطنيين من أجل أوروبا”، جوردان بارديلا، من الفوضة الأوربية، في رسالة تتوفر “آشكاين” على نظير منها، بوقف اتفاقات التعاون حول الهجرة مع االجزائر وإلغاء إعانات الهجرة التي تتجاوز 170 مليون يورو”.

وقال بارديلا في تعليق أرفقه برسالته، أن “الجزائر تعتقل بوعلام صنصال تعسفيا وتزيد من الاستفزازات المناهضة لفرنسا، وقد حان الوقت لنجعل أنفسنا محترمين، وعلينا أن نغلق صنبور الهجرة، وصنبور الإعانات”.

وقال المتحدث في الرسالة المذكورة، إنه “في 16 نوفمبر 2024، اعتقلت الشرطة الجزائرية الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال لدى وصوله إلى الجزائر العاصمة،  ولا يدع سبب سجنه أي مجال للشك في الدافع السياسي للجزائر العاصمة، فهو متهم بـ”تقويض الوحدة الوطنية”، ووصفه الرئيس عبد المجيد تبون بأنه “دجال أرسلته فرنسا” في 29 دجنبر الماضي”.

وأكد بارديلا في مراسلته على أن “ما يتهم به بوعلام صنصال حقا هو انتقاد النظام الجزائري وانجرافه الاستبدادي وصعود الإسلاموية في البلاد في أعماله، بحيث تقوم حكومة انتقامية تضاعف الإيماءات العدائية ضد فرنسا باحتجاز كاتب معروف، ونال استحسان النقاد، بشكل تعسفي من أجل تأجيج التوترات مع باريس”.

ونبه إلى أنه “إذا كان الأمر متروكًا للحكومة الفرنسية لقيادة المناقشات الدبلوماسية بهدف إطلاق سراح بوعلام صنصال، فلا يمكن للمفوضية الأوروبية أن تظل مكتوفة الأيدي في مواجهة اعتداءات الحكومة الجزائرية ضد حرية التعبير، واحتجاز مواطن من دولة عضو، وتضاعف الاستفزازات ضد فرنسا، بل في حين تواجه أوروبا تحديا كبيرا في مجال الهجرة، واجهت فرنسا عرقلة غير مسؤولة من قِبَل السلطات الجزائرية، فعرقلت كل أشكال التعاون الدبلوماسي في هذا الشأن”.

ولهذا، يسرتسل بارديلا “يشرفني أن أطلب منكم العمل على تعليق الاتفاق الأورومتوسطي لعام 2005 بين الاتحاد الأوروبي والجمهورية الجزائرية، والذي تنص المادة 2 منه على أنه يقوم على “احترام الديمقراطية” والمبادئ وحقوق الإنسان الأساسية، على النحو المنصوص عليه في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان”.

كما دعا إلى “التعليق الفوري لجميع المدفوعات المخصصة للجزائر في إطار “البرنامج الإرشادي المتعدد السنوات للاتحاد الأوروبي – الجزائر” الذي سمح لهذه الدولة بتلقي 172 مليون أورو بين عامي 2021 و 2024، فضلا عن أي مدفوعات أخرى يمكن أن تكون المحرز في إطار برامج الاتحاد”.

يأتي هذا بعدما زاد  اعتقال صنصال حدة التوتر بين باريس والجزائر، بعدما اندلعت شرارته عقب اعتراف فرنسا بمغربية الصحراء، بلغت حد التراشق الدبلوماسي والتوتر غير المسبوق بين الجانبين، حيث ردت الجزائر، الثلاثاء 7 يناير 2025، على تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في قضية الكاتب الفرنسي الجزائري الموقوف بوعلام صنصال، وذلك بعد أن حث ماكرون الجزائر على الإفراج عن الكاتب البالغ من العمر 75 عاما، واعتبر أنها “تسيء لسمعتها من خلال منع رجل مريض بشدة من الحصول على العلاج”.

ووجهت الجزائر انتقادات حادة لماكرون، عبر بيان للخارجية الجزائرية، اطلعت عليه “آشكاين”، حيث عبرت عن “استغرابها الشديد” من التصريحات التي أدلى بها الرئيس الفرنسي بشأن الجزائر”، وقالت إنها ” تهين، في المقام الأول، من اعتقد أنه من المناسب الإدلاء بها بهذه الطريقة المتهاونة والمستهترة”.

 وفي اعتراف ضمني لما نقلته تقارير إعلامية سابقة عن السبب الحقيقي لاعتقال صنصال الذي تم عقب تصريحاته عن أراضي مغربية ألحقها الاستعمار بالجزائر، اعتبرت الجزائر أن “ما يقدمه الرئيس الفرنسي كقضية متعلقة بحرية التعبير، ليست كذلك من منظور قانون دولة مستقلة وذات سيادة، بل يتعلق الأمر بالمساس بالوحدة الترابية للبلاد، وهي جريمة يعاقب عليها القانون الجزائري”.

يذكر أن الكاتب الجزائري الفرنسي بوعلام صنصال، اعتقل فور وصوله إلى الجزائر في 16 نونبر 2024، قبل أن يتابعه القضاء الجزائري بتهم تتعلق بالإرهاب والمس بأمن الدولة، حيث أعلن محاميه فرنسوا زيمراي، أن “المدعي العام لمكافحة الإرهاب في الجزائر العاصمة استجوب الكاتب الفرنسي الجزائري، وأصدر في حقه مذكرة توقيف”.

وبحسب بيان زيمراي، فإن صنصال “الذي توجه بثقة إلى الجزائر العاصمة، هو اليوم رهن الاحتجاز بموجب المادة 87 مكرر من قانون العقوبات الجزائري التي تعاقب مجمل الاعتداءات على أمن الدولة”.

 في حين ذهبت تقارير إعلامية فرنسية، منها ما ذكرته صحيفة “لوباريزيان“، إلى أن “صنصال يدفع ثمن تصريحات أدلى به لمجلة ” frontières”، بداية شهر أكتوبر المنصرم،  حول ربطه التوتر الحاصل بين المغرب والجزائر، باقتطاع  أراض على الحدود المغربية، من قبل المستعمر الفرنسي، وضمها للجزائر”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x