2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

استقبل الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، يوم الأربعاء 22 يناير 2025، مايكل لانغلي قائد القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا، المعروفة اختصار بـ”أفريكوم”.
ويأتي اللقاء بعد يومين من تنصيب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لولاية ثانية، في 20 من يناير 2025، كما أنه يأتي بعد أيام فقط من اختطاف جماعات إرهابية لسائح إسباني من جنوب الجزائر، قبل أن تتدخل حركة الأزواد وتحرره وتسلمه للسلطات الجزائرية، علاوة على اشتعال الحدود الجزائرية مع جوارها، كان أبرزها التوتر الحاصل مع مالي التي اتهمت الجزائر صراحة بدعم الإرهاب ودعتها لعدم التدخل في شؤون مالي الداخلية والاهتمام بالوضع الجزائري الداخلي.
وتعطي هذه الأحداث المترادفة للقاء تبون بحضور سعيد شنقريحة ومسؤولين آخرين مع قائد “أفريكوم”، الكثير من الأبعاد، ما يجعل المتابع للشأن الدولي عموما والمغاربي على وجه الخصوص، يتساءل عما تحمله زيارة هذا المسؤول الأمريكي، وما الذي قد يكون تبون طلبه من قائد “أفريكوم”؟

في هذا السياق، أوضح الخبير العسكري المغربي، عبد الرحمان مكاوي، أن “خريطة الجيوش الاستراتيجية للمنطقة مقبلة على اهتزازات وزلازل لا يعلمها الا الله والأمريكان الذين لهم الكثير من وسائل التجسية كالأقمار الصناعية، وطائرات إلى غير ذلك من أدوات التجسس الجوي، ووسائل أرضية، إذ لا يجب أن ننسى أن الولايات المتحدة قد بنت في السابق قرب ولاية تامرست أكبر قاعدة تنصت على بعد ستين كيلومتر من ولاية تامراست مقر المنطقة العسكرية السادسة الجزائرية، التي تتحكم في الحدود من موريتانيا إلى ليبيا”.
ويرى مكاوي، في حديثه لـ”آشكاين”، أن “الرئيس تبون قد يكون عرض على قائد أفريكوم تسهيلات عسكرية للأسطول الامريكي الذي يجوب البحر الأبيض المتوسط، ويمكن كذلك إقامة قواعد أخرى تجسسية، كما كان الشأن في النيجر وتشاد، إذ من المحتمل أن تنقل القواعد الأمريكية التي أغلقت مؤخرا في دول الساحل إلى الجزائر”.
ونبه المكاوي أنه “قد ثبت فقها وقضاء أن القوات الجزائرية رغم الإمكانيات الضخمة التي ترصد لها سنويا، لا تتحكم في الحدود البرية مع دول الساحل، وخاصة مع مالي والنيجر وليبيا، إضافة إلى موريتانيا”.
وتابع أن “الرئيس الجزائري قد يكون طلب مساعدة من قيادة أفريكوم في السيطرة على هذه الحدود المشتعلة والملغومة، والتي هي مرشحة لمزيد من التوترات، سواء مع ليبيا أو مع مالي أو مع النيجر وكذلك مع موريتانيا، إذ لا يستبعد أن تتحول هذه المنطقة إلى برميل بارود، حيث قد يكون الجانبان تبادلا الوضع الأمنية على الحدود المالية الجزائرية على ضوء الاختطاف الهوليودي والسينمائي للرعية الإسباني، الذي اتضح أن الاختطاف كان لعبة لتلميع صورة الجيش الوطني الشعبي كفاعل أساسي في محاربة الإرهاب خاصة القاعدة وداعش”.
وشدد على أن “القائد الأمريكي سوف يطلب من الرئيس تبون المعلومات حول الوضع الأمني على الحدود الجزائرية، التي تكتسي أهمية بالنسبة للولايات المتحدة، خاصة مع وجود شركات بترولية وغازية تنشط في جنوب الجزائر، في حين الرئيس تبون قد يكون طلب من المسؤول الأمريكي، إضافة إلى مساعدات في السيطرة على هذه الحدود، إمكانية اقتناء أسلحة أمريكية متطورة، خاصة بعد وصول دونالد ترامب إلى الحكم”.
وأشار إلى أن الجنرال لانغلي، قد حمل رسالة من والإدارة الأمريكية الجديدة إلى القيادة الجزائرية، حول إمكانية إقامة قواعد أمريكية في جنوب الجزائري”، مرجحا أن يكون المسؤول الأمريكي “قد تحرك بناء على مهمة كلف بها من طرف البنتاغون والإدارة الأمريكية الجديدة لإبلاغها إلى حكام الجزائر، خاصة وأن الحدود الجزائرية أصبحت حدود مشتعلة وملتهبة وغير آمنة، وهذا لا يخدم الولايات المتحدة الأمريكية، التي لها استثمارات مهمة في الجنوب الجزائري”.
كما ربط هذه الزيارة “بما تم رصده من تحول لجماعة نصرة الإسلام والمسلمين وتنظيم داعش في الصحراء الكبرى، وكتيبة مسينا الفولانية، إلى جيوش صغيرة مسلحة تسليحا حديثا متطورا، وهذا ما يهدد مصالح الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة، ومصالح حلفائها”.
وخلص إلى أن “طلبات القيادة الجزائرية من الولايات المتحدة كثيرة جدا، وتسمح لهم بالتقرب من الادارة الجديدة وفك العزلة عن الجزائر، مقابل تنازلات جزائرية قد تفتح أبواب المركب الصناعي العسكري الامريكي، لمص ملايير الدولارات التي تنهب من خزانة الدولة الجزائرية، الشيء الذي لا يمكن أن تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية، لانعدام أسلوب “البقشيش” لديها مع المركبات الصناعية العسكرية كما هو الحال مع دول اخرى”.
تحليل كله تخمينات ولا يحتوي على معلومات حقيقية.