2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
أسيدون: المغرب إنتقل من التطبيع السياسي مع اسرائيل إلى تطبيع أخطر (حوار)

في الوقت الذي منعت في إسرائيل المنتخب المغربي للتكواندو من الدخول للاراضي الفلسطينية للمشاركة في تظاهرة رياضية عربية، تشارك أفلام مغربية في المهرجان السينمائي بحيفا، وفي هذا الصدد إستضافت جريدة “آشكاين”، سيون أسيدون، أحد أبرز اليهود المغاربة المناهضين للتطبيع مع الكيان الصهيوني، وعضو حركة “المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على إسرائيل”، من أجل تسليط الضوء على مدى خطورة التطبيع الثقافي وكذا أسباب منع المنتخب المغربي للتكواندو.
1/ كيف ترى مشاركة 3 أفلام مغربية في مهرجان بإسرائيل؟
المعروف أن الهم الكبير للصهاينة في السنوات الأخيرة، هو الدفاع عن صورتهم بالخارج أي بيع صورة جميلة. وبناء هذه الصورة جزء منه يسعى لإظهار أن إسرائيل بلد الثقافة والاختراع والعلم والديمقراطية. فالمهرجانات الفنية تلعب دورا كبيرا في هذا العمل والمعروف أن وزارة الشؤون الاستراتيجية مكلفة بمتابعة الدعاية لهذا النوع من التوجه (الاستراتيجي) الذي يضمن استمرارية الإفلات من العقاب.
ومن جهة أخرى، فحركة المقاطعة على مستوى العالم شنت حملة ضد إسرائيل على جميع الأصعدة ومنها المستوى الأكاديمي والثقافي، لذلك فللأسف الشديد أسماء المخرجين للأفلام المغربية المشاركة في مهرجان إسرائيل سيبقون في المستقبل دائما مرتبطين بهذه المشاركة، غير أنه يجب الإشارة هنا إلى أن المخرجة نرجس النجار قامت فور توصلها بالخبر الذي كانت تجهله أصلا، بسحب فيلمها. واليوم بسحب فيلمها من مهرجان حيفا، أن أنه لا يمكن أن نتكلم عن 3 افلام بل فقط 2 ومن يعلم غدا قد يتم سحب الفلمين الآخرين.
2/ على ماذا يؤشر إنتقال التطبيع من السياسي والإقتصادي إلى التطبيع الثقافي؟
يجب أن نقول أنه هناك إنتقال من التطبيع المخابراتي العسكري السياسي والاقتصادي إلى التطبيع الثقافي ومن يعلم فربما في المستقبل ينتقل التطبيع إلى الميدان الأكاديمي الذي تشير إليه بعض البوادر.
التطبيع الثقافي يلعب دورا في محاولة تطبيع العقول، أي القبول بالعلاقة مع الكيان الذي يمارس جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ولا يحترم أي قرار للمنتظم الدولي ويستمر في التطهير العرقي وقتل الأبرياء، ونظر لهذه الأمور على أنها طبيعية.
إذا كان التطبيع العسكري والسياسي والاقتصادي مرتبط بجزء محدود من الناس، فإن التطبيع الثقافي يستهدف عموم الناس، ولا يمكن إخفاءه لأنه شيء مشاع بين الناس وهنا تكمن الخطورة.
3/ ما رأيك في منع الكيان الصهيوني للمنتخب المغربي من الدخول للضفة الغربية للمشاركة في تظاهرة رياضية؟
هذا المنع يعبر عن المنطق العنصري الكولونيالي لإسرائيل، فهي تريد فرض التطبيع الرياضي بإرسال رياضييها إلى الدول العربية ويرفع علمها ونشيدها، ومن جهة أخرى تكشف أن البعض متوهم من أن محتل فلسطين يمكن أن يقبل بتظاهرة رياضية داخل فلسطين.
وهذا وهم ويتنافى مع كل ما تقوم به إسرائيل من تطهير عرقي وبناء المستوطنات في الضفة الغربية والتي تعتبر في دستورها أن الضفة الغربية هي مجال من أجل بناء المزيد من المستوطنات كواجب وطني، وينفون بذلك حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم على هذه الأرض. فمن الطبيعي أن تمنع أي تظاهرة عربية داخل فلسطين.