2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
ما الذي يعد له بركة بزياراته المتعددة لمعقل رئيس الحكومة؟

قام الأمين العام لحزب الاستقلال، نزار بركة، بزيارة جهة سوس ماسة ست مرات خلال حوالي شهر ونصف الذي مر من سنة 2025 الجارية. تنوّعت هذه الزيارات بين دوره الحكومي كوزير للتجهيز والماء، ودوره الحزبي كقائد سياسي للحزب.
في كل زيارة، سواء لتفقد مشاريع البنية التحتية التي يشرف عليها في المنطقة وعاصمتها أكادير، التي تشهد ديناميكية غير مسبوقة استعدادًا لاستضافة كأس إفريقيا والمونديال، أو لتلبية التزامات حزبية، كان بركة يلتقي بقادة ونشطاء حزبه في المنطقة، من بينهم عبد الصمد قيوح الذي يعد أحد أبرز الشخصيات الإقليمية في الحزب.
هذا التكرار لزيارات بركة إلى سوس أثار ملاحظات سياسية، إذ رآه البعض تحركًا انتخابيًا مبكرًا، خاصةً أن المنطقة لها أهمية استراتيجية كبيرة بالنسبة للأحزاب المشاركة في الحكومة الحالية.
وتزداد المنافسة حدة مع قرب الانتخابات التشريعية القادمة، التي يُنتظر أن تمهد لحكومة 2026.
محمد بركة، عضو الفريق الاستقلالي بمجلس جماعة أكادير، رفض ربط الزيارات الست لقائد الميزان بطابع انتخابي. وأكد أن لقاء الأمين العام مع “مناضلي الحزب” أمر طبيعي ومن صلب العمل الحزبي.
أكثر من ذلك دعا بركة الأمين العام للحزب، لتنظيم لقاء جماهيري موسع مع قواعد الحزب بدلاً من الاقتصار على القيادات والنخبة الحزبية بالمنطقة.
وأشار بركة، وهو يتحدث لجريدة ”آشكاين” إلى أن الأمين العام يقوم بما يمكن وصفه بـ”التثقيف بالنظير”، حيث يطلع الفروع المحلية والمنتخبين على المستجدات، ليقوم هؤلاء بدورهم في توصيل الرسائل وتنفيذ الأهداف.
وأكد أن قوة تنظيم حزب الاستقلال لا تعتمد فقط على زعامة الأمين العام، بل على وعي ونشاط أعضاء اللجنة التنفيذية والمنسقين الجهويين.
مصطفى تاج، عضو سابق في اللجنة المركزية للحزب، أكد من جانبه أن مشاركة الزعامات الحزبية في الأنشطة الحكومية والحزبية أمر “اعتيادي” لجميع أحزاب الأغلبية.
وأضاف أن لقاء أي أمين عام مع نخبة الحزب غالبًا ما يكون فرصة لتبادل الآراء حول المستجدات السياسية وتقديم التوجيهات اللازمة.
ومع ذلك، يرى تاج، متحدثا لـ ”آشكاين” أنه من السابق لأوانه الحديث عن الصراع الانتخابي نظرًا لوجود سنة ونصف حتى الموعد المقرر للانتخابات، التي قد تحمل متغيرات وسياقات مختلفة.
من منظور آخر، يرى رشيد لزرق، الخبير الدستوري والمتخصص في الشؤون البرلمانية والحزبية، أن منطقة سوس تمثل ساحة صراع سياسي تاريخي بين الأحزاب الكبرى. فهي تُعد معقلًا تقليديًا لحزب التجمع الوطني للأحرار بقيادة عزيز أخنوش، رئيس الحكومة الحالي، ما يجعل زيارات بركة للمنطقة ذات دلالات سياسية عميقة.
كما أشار إلى أن ترؤس أخنوش وعبد اللطيف وهبي، وزير العدل في الحكومة، لمجالس جماعية في المنطقة يزيد من تعقيد المشهد السياسي، واصفا التحرك السياسي لبركة في هذه المنطقة، بكونه ”تحدياً مباشراً لنفوذ رئيس الحكومة و الأصالة و المعاصرة”.
لزرق اعتبر ، في حديثه لـ ”آشكاين” أن تحركات حزب الاستقلال تهدف بشكل واضح إلى كسب مزيد من النفوذ في مناطق تعد حصونًا لمنافسيه السياسيين، خاصة حزب التجمع الوطني للأحرار وحزب الأصالة والمعاصرة.
هذه الاستراتيجية تأتي في إطار التنافس الحاد على الصدارة السياسية والاستعداد المبكر للمعركة الانتخابية المقبلة. وفق رأي لزرق دائما.
وخلص المتحدث إلى أن ما يجري جزء من ”صراع قديم بين النخبة الفاسية و السوسية”، حول من يقود حكومة المونديال، لافتا إلى أن حزب الاستقلال يركز على ”أدواته الانتخابية في سبيل ربح الرهان و تغيير موازين القوى السياسية، مما قد يمهد الطريق لتحقيق طموحات النخبة الفاسية في قيادة الحكومة في الانتخابات المقبلة”.
تعاهدو على ضرب المكتسبات وضرب القوة الشرائية للمواطنين، وتفرقو على حصد المقاعد، وفي دالك فليتنافس المتنافسون.