2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
هل يريد “البجيدي” تقسيم التقدم والإشتراكية
قد يبدو للوهلة الأولى أن طرح هذا السؤال فيه نوع من الخيال الواسع، بحيث قد يتساءل المرء عن مدى قدرة العدالة والتنمية، على إختراق وإحداث إنقسام داخل الحزب الشيوعي سابقا، في محاولة لتجاوز الخلاف الذي نشب بين الحليفين إثر إقتراح العثماني إعفاء شرفات أفلال من منصبها بكتابة الدولة المكلفة بالماء، لكن المتأمل لدعوة البجيدي للتقدم الإشتراكية بالإستمرار في التحالف معه مع تميزه بين القيادة الحالية والتاريخية للحزب يحمل الدلالات التالية:
1/ فشل اللقاء الذي عقدته قيادة البجيدي مع قيادة التقدم والإشتراكية بمنزل بنعد الله قبل يومين من إنعقاد المجلس الوطني للبجيدي، في تحقيق أي تسوية لأزمة إعفاء أفيلال، وذلك لأن التوضيحات ومبررات التي قدمها العثماني، لازالت غير مقنعة لدى رفاق بنعبد الله، خاصة ان هذا اللقاء لم تكن غايته بالنسبة للعثماني أن يثني التقدم والإشتراكية عن موقف الذي هدد فيه بالإنسحاب من الحكومة، بل غايته هي محاولة لتجنب الإنتقادات التي وجهت له في المجلس الوطني لحزبه، والتعبير عن حسن نية في مقترح الإعفاء.
2/ ثبات موقف نبيل بن عبد الله ورفاقه في الديوان السياسي، الذي ربط إستمرار حزبه في الاغلبية الحكومية، بتقديم توضيحات مقنعة بشأن تقديم مقترح إعفاء أفيلال، دون التشاور مع الحزب إستوزرت بإسمه، وإن قرار الإنسحاب سيرتب نتائج عكسية على التقدم والإشتراكية، شبيهة بالنتائج التي حصدها حزب الإستقلال عند إنسحابه من حكومة بنكيران، وذلك لأن التقدم والإشتراكية وضع كل بيضه في سلة البجيدي منذ 2011، وأي إنسحاب قد يخسر فيه حزب علي يعته إنتخابيا لكن سيربح سياسيا.
3/عدم مخاطبة البجيدي لقيادة للتقدم والإشتراكية، حصرا، وتوسيع دعوته إلى ما سماها بـ”القيادة التاريخية وكافة أخواتهم وإخوانهم”، يدل على أن هناك إنقسام داخل التقدم والإشتراكية حول قرار الإنسحاب من الحكومة، يحاول البجيدي إستغلاله لصالحه حتى يضمن إستمرار حليفه في الحكومة برغم من خسارته لحقيبة وزارية.
4/ إستعمال البجيدي لمصطلح “القيادة التاريخية”، فيه تقوية للوصاية المعنوية التي يمكن أن يمارسها إسماعيل العلوي وخالد الناصيري، ضدا على الصلاحيات الديمقراطية للاجهزة المنتخية للديون السياسي الحالي، الأمر الذي قد يفهم منه، من جهة أخرى، كأن البجيدي يرى في رد فعل بنعبد الله، بأنه بعيد عن الحكمة وضبط النفس أو بتعبير أخر، أن رد فعله لم يراعي التفوق العددي للبجيدي بالحكومة والبرلمان.
5/ ربط البجيدي لتحالفه مع التقدم والإشتراكية، بـ”المصلحة العليا للوطن” و”مواصلة للبناء الديمقراطي والأوراش الإصلاحية والتصدي المشترك لكل محاولات النكوص عن المكتسبات الهامة والنوعية”، يشير إلى أنه يحاول التمويه وتحريف النقاش الحقيقي بين الحليفين، لأن إستعمال التعابير الفضفاضة والعامة كمبررات للإستمرار التحالف، يعد هروبا للامام لأن التوضيحات التي قدمها العثماني لم تقنع حتى أعضاء حزبه فكيف يمكن أن تقنع التقدم والإشتراكية، ثم لماذا لم يراعي العثماني عند إقتراحه إعفاء أفيلال “المصلحة العليا للوطن” ومواصلة للبناء الديمقراطي”.
