2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
لماذا ارتفعت هجرة الأدمغة بين “الحراكة” ؟

هو سؤال عويص يؤرق حتى أعلى مؤسسة في بلادنا ولعل “آخر ما حمله الخطاب الملكي في هذا السياق، لهو خير دليل على ذلك، إذ انتقد هجرة الأدمغة المغربية، التي تتكون أكاديميا وعلميا في المغرب، أو الطلبة الذين يهاجرون من أجل الدراسة لكنهم لا يعودون إلى بلدهم ، معتبرا أن الامتيازات المغربية التي تقدمها دول الاستقبال للأطر المغربية، ليست هي الوحيدة التي تدفعهم نحو الرحيل، بل لأن بلدهم يفتقر إلى مناخ ملائم للحياة العملية، والتقدم الوظيفي، والابتكار والبحث العلمي.”
هذا السؤال يحيل أيضا إلى كون هذه الإشكالية الإجتماعية رهينة أيضا ببعض العوامل الأخرى، التي أصبح المغرب يتخبط فيها، مثل الاحتجاجات الاجتماعية، وتراجع النمو، إذ تشير بعض التقارير الرسمية أن 91 في المائة من الخريجين المغاربة يحلمون بمغادرة البلد والعثور على فرصة مهنية في الخارج، لأنهم يعتقدون بأن الهجرة من المغرب ستساعدهم في الارتقاء والتطور في مسارهم المهني.
المثير في هذه القضية هو بعض الحكايات والروايات التي أوردتها بعض المصادر والتي توثق لحالات هجرة سرية للأدمغة وإطارات عليا، تغامر بحياتها من اجل الوصول إلى الضفة الأخرى، بالرغم من كونها تلقت تكوينا أكاديميا عاليا، ما خلق تحدي جديد لهذه الفئة من المهاجرين الغير الشرعيين.
ولتحليل هذه التطورات الجديدة يقول الدكتور والباحث النفسي والاجتماعي جواد المبروكي في تصريح ل “آشكاين” أن هذه الفئة لديها ميزة خاصة ،وهي “الوعي بالحقوق، حيث “أدركوا أن لهم حقوق في وطنهم مثل الديمقراطية والصحة والسكن، ويرون أن ظروف تقدم الوطن لا تستطيع تحقيق مستقبلهم في النواة الاتية ويفضلون الحريك بأي طريقة، عوض العذاب المضمون حسب تحليلاتهم” .
ويضيف المتحدث أن عدم تكافئ الفرص بين الخريجين والاطر يؤدي على نوع من كسر الحس بالانتماء للمجتمع، والذي يأتي كشعور بعدم الارتباط بالوطن، لأنه يرى نفسه وكأنه في قفص غير مرئي ولا شيء يتبادل بينه وبين المجتمع، كما أنه دائما يرى الصورة بشكل أوضح وأكبر.”