2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
ماذا سيستفيد المغرب من “موجة الحرِيكْ”؟
لاحظ المتتبعون، ارتفاعا غير مسبوق في نسبة الهجرة السرية من المغرب صوب الضفة الأوروبية، عبر طرق غير مألوفة، إذ انتقلت من السر إلى العلن مما يطرح تساؤلات عديدة منها، “هل هناك تقصير في محاربة هذه الظاهرة من طرف الجهات المعنية؟ وماذا سيستفيد المغرب من ارتفاع موجة الحريك في الآونة الأخيرة؟”
من المؤكد أن ظاهرة الحريك ليست وليدة اللحظة وإنما عُرف على شواطئ الشمال المغربي أنها قِبلة المهاجرين السريين سواء منهم المغاربة أو آخرين من دول إفريقية عديدة، غير أن الطرق التي يتم سلكها مؤخرا، تشير إلى أن هنالك أشياء غير طبيعية بالمرة.
ففي الوقت الذي ألِف الجميع تنظيم رحلات الهجرة السرية عبر قوارب الموت ليلا وفي غفلة من السلطات، تحول الأمر إلى منشورات على مستوى الفيسبوك تدعو إلى الهجرة وأخرى من طرف سماسرة يترصدون زبناءهم عبر الصفحات الإجتماعية، مما يعني أن هناك تحدي واضح للحكومة المغربية التي يبدو أنها أصبحت بلا حول ولا قوة.
وذهب البعض إلى اعتبار أن الأمر قد يكون متعمدا من الجانب المغربي من أجل استعمال قضية الهجرة الرسية كورقة ضغط على الإتحاد الأوروبي لتلقي لدعم مالي من أجل مكافحة الظاهرة، وإذا صح هذا الطرح فمن المؤكد أن المغرب سيخس الكثير، كيف ذلك؟
بكل بساطة لأن صورة المغرب ستتضرر في الخارج، فلنتصور كيف ستكون نظرة الدول الأخرى تجاه المغرب إذا شاهدت أن أبناءه يرفضون العيش فيه نظرا للظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي تثير نفور الشباب على وجه الخصوص، حيث أنه من المؤكد أن التقارير الدولية ستجلد المغرب جلدا عنيفا سواء عبر الصحافة أو المنظمات الحقوقية وحتى من طرف الدول والمؤسسات المانحة، لأن الحكومة المغربية لم توفر حياة أفضل لمواطنيها.
بينما اعتبر آخرون، أن هناك مافيات أجنبية وبتواطؤ مع جهات داخل بعض الدول الأوروبية، تريد تشويه صورة المغرب وزعزعة استقراره عبر ترويج بعض المغالطات على المواقع الاجتماعية وتهويل الموضوع عن طريق الفيديوهات والصور، وبالتالي فإن المغرب سيكون المتضرر الأول والأخير من ذلك إذا صح هذا الطرح، خاصة إذا عملت الدول الأوروبية على ترحيل جميع المهاجرين السريين المغاربة نحو بلده، مما يعني في آخر المطاف زيادة حدة الاحتقان الاجتماعي داخل المغرب.
في جميع الأحوال فإن المغرب هو الخاسر الأكبر من قضية “الحريك”، وليس الدول الأوروبية التي يمكنها تجاوز هذه الأزمة بجرة قلم وحيدة نظرا لقوة اقتصادها ولاستقرار أوضاعها الاجتماعية، وهو الأمر الذي لا يتوفر حاليا في المغرب، وبالتالي فإن الحكومة المغربية مطالبة أكثر من أي وقت مضى بإعداد برامج مستعجلة لإدماج الشباب عبر تشغيلهم والانصات لهمومهم وأحلامه، وكذا عن طريق خلق مشاريع مندمجة في مختلف القطاعات الحيوية التي تدخل في صلب اهتمامات فئة الشباب.

قد تكون هاته الحملة مقصودة من أجل التخفيف من حدة بطالة الشباب و دفعهم الى الهجرة، فالمخزن ضاق بكثرة الاحتجاجات