لماذا وإلى أين ؟

بعد التجديد لبنكيران.. رشيد الوالي يكتب “عن الكراسي التي لا تشيخ”

في الحياة، هناك سنن لا تحيد ولا تميل: الطفل يكبر، الشاب يحلم، والرجل الحكيم يعرف متى يحني رأسه للعمر ويسلم الشعلة لمن بعده.

لكن في بعض الأوطان، ومنها وطني الذي أحب، ألاحظ ظاهرة تؤرقني ولا أفهمها: لماذا يبدو أن كراسي السياسة لا تشيخ؟

لماذا يظل رؤساء الأحزاب، عامًا بعد عام، وعقدًا بعد عقد، هم أنفسهم، بنفس الملامح المتعبة، بنفس الخطاب القديم، وكأن الزمن لم يمر عليهم ولم يأتِ من بعدهم أحد؟

لا أتكلم هنا بدافع الحقد، ولا أرغب أن أتهم أحدًا، ولا أن أسخر من أحد. بل أطرح سؤالاً من القلب،

ألا يستحق شبابنا فرصة ليحلموا ويجربوا ويسقطوا ويقوموا؟
ألا يستحقون أن يرسموا بأنفسهم ملامح غدهم بدل أن يرثوا أحلامًا من زمن مضى؟
الفرق بين شاب ينظر إلى الحياة كأرض واسعة تنتظره، ورجلٍ تعب من الطريق ولم يعد يرى في الأفق إلا الغروب….
نحن بحاجة إلى أملٍ جديد، إلى وجوه لم تتلوث بعد بحسابات السلطة ولا بمرارة الخسارات القديمة.

لا بأس أن يكون الكبار خلف الشباب، يسندونهم بخبرتهم، يرشدونهم عندما يشتد الطريق، يهمسون في آذانهم ببعض الحكمة، دون أن يسرقوا منهم حلمهم.

السياسة ليست امتيازًا يُحتكر، بل مسؤولية تتجدد مع كل جيل.
أحلم أن أرى، في بلادي الحبيبة، جيلاً يتقدم المشهد، يتكلم بلهجة عصره، يعبر عن نبضه الحقيقي، لا يردد شعارات ماضٍ لم يعشه.

أحلم أن ينسحب الحكماء …كما ينسحب الغيم بعد أن يسقي الأرض، أن يبتسموا وهم يرون الزهور تنبت بأيدٍ غير أيديهم، دون خوف ولا حسرة.

لعلنا يومًا نفهم أن الجمال الحقيقي في أن نُعطي حين نستطيع العطاء، لا أن نُمسك حين تنفد منا القدرة على الزرع.
هذا مجرد تأمل… من فنانٍ لا يتعاطى السياسة، لكنه يحب بلده، ويحلم لها بغدٍ يليق بوجهها الجميل.

الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي “آشكاين” وإنما عن رأي صاحبها.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

5 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
سعيد
المعلق(ة)
30 أبريل 2025 20:49

أيها الفنان الذي نحترمه جميعا . كلامك منطقي . ولكن سيوقعك في ورطة كبيرة وهي أنك ستواجه بنفس الانتقاد الذي قدمته . بمعنى هل ستتنازل أنت أيضا بصفتك فنان عن أدوار البطولة التي تعرض عليك في الأفلام والمسلسلات للشباب الصاعد باعتبارك من الممثلين القدماء ؟

ali
المعلق(ة)
30 أبريل 2025 19:00

مشكلتك ليست في بنكيران مشكلتك في البنية السياسية في أسسها الهشة كان الفشل في كل شيء قبل بنكيران لكن مشكلتنا أننا ننظر خارج الكأس

احمد
المعلق(ة)
30 أبريل 2025 18:34

الوالي فاجئتنا باسلوبك الجميل وتعبيرك الراقي، انه وجه من الادب نكتشفه فيك اليوم، انت بالاظافة الى كونك فنان مقتدر لا يعوزك ان تكون اذيبا جدابا.

برزوق
المعلق(ة)
30 أبريل 2025 17:55

في دواليب أخرى ، افتح عينيك

Fatima Bary
المعلق(ة)
30 أبريل 2025 17:52

كلامك صحيح
لكن في خضم السياق الذي تعيشه البلاد والعالم ككل لايليق بحزب العدالة والتنمية وبعد التداول والترافع لمدة خمس ساعات *الا بن كيران امينا عاما*

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

5
0
أضف تعليقكx
()
x