لماذا وإلى أين ؟

الوطن أولا

المواطنة هي علاقة الفرد بالوطن الذي ينتسب إليه، والتي تفرض حقوقا وواجبات دستورية منصوص عليها بهدف تحقيق مقاصد مشتركة ومتبادلة.
والمواطنة الإيجابية لا تقتصر على مجرد دراية المواطن بحقوقه وواجباته فقط، ولكن أيضا على حرصه على ممارستها من خلال شخصية مستقلة قادرة على حسم الأمور لصالح الوطن، إنها مجموعة من القيم والمبادئ التي تؤثر في تكوين شخصية الفرد، والتي تنعكس في سلوكه تجاه مجتمعه وتجاه وطنه مما يؤدي إلى متانة الحس المشترك والوعي الجمعي الوطني.

إن الوطن هو الحضن الآمن الذي نأوي إليه، والبيت الكبير الذي يجمعنا، وهو تلك العلاقة الفطرية واللاشعورية التي تجعلنا نهيم به، حيث يصير الولاء للوطن شيئا مقدسا.

إنه ليس محطة عبور نرحل منه متى ساءت الأمور ونتركه عرضة للمخاطر، وهبوب الأعاصير والرياح… إنه الأنا الجماعية التي توحدنا وذلك الحب الذي نصدح به عاليا من أجل أن يعيش هذا الوطن.

وحب الوطن ليس شعارا نردده، ولا خطابا سياسويا نتبناه، إنه التزام صادق يستحضر تغليب المصلحة الوطنية واستحضار المراحل التاريخية التي تجتازها البلاد، والتقيد بضوابط دولة الحق والقانون والتشبت بالمقدسات الوطنية.

والمصلحة الوطنية هي تلك المحددات الأساسية التي بموجبها تصيغ الدولة أهدافها ومقاصدها وترسم سياستها الخارجية من أجل تأمين سبل البقاء للأمة ودوام أمنها واستقرارها.

إن المنظور الإيديولوجي يسيء في بعض الأحيان تفسير المصلحة الوطنية، لذا يتعين علينا أن ننظر إلى مصالح الوطن وحمايتها بمنظور جيوسياسي لأن الغاية الأساسية للمصلحة الوطنية هي تعزيز قوة الدولة وحمايتها، وذلك يعزز بقاءها ويخدم مصالح المجتمع عامة.

إن المصلحة الوطنية العليا تفوق كل الميولات الإيديولوجية والفئوية والطموحات الشخصية التي تبتعد عن الإجماع الوطني.

إن إعلاء المصلحة العليا للوطن يجب النظر إليه من منظور مصلحة الوطن والقرار الاستراتيجي واضح الأهداف، والذي يخدم مصلحة الوطن أولا وليس من خلال رؤى متعددة تفرز تصورات مختلفة ومتضاربة تنهل من خط إيديولوجي أو عقدي مما يبدد الجهد الوطني في مسارب مختلفة.

الانتصار للوطن عقيدة وانتماء وولاء لامشروط، لذا يجب علينا أن نحب هذا الوطن وأن نفني ذواتنا في هذا الوطن.. وعاش الوطن ولا عاش من عاداه..

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

2 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
احمد
المعلق(ة)
5 مايو 2025 12:49

(الوطن، والمصلحة الوطنية، والمنظور الاديلوجي، ومصلحة الدولة،) هذه كلها مفاهيم عامة تحمل اكتر من مضمون وكل فريق يعطيها المضمون الذي يشاء، والمعنى الذي يريد، وحين ندقق في محتوى كل المضامين على اختلافها هنا يظهر التباين في المواقف وفي التفسيرات التي تكشف عن اختلاف وجهة النظر، وفي غياب النقاش العمومي في هذه المواقف نظهر جميعا على اننا متفقون على اشياء نحن مختلفون حولها من الاساس.

ابو زيد
المعلق(ة)
5 مايو 2025 00:45

كنا نتعجب مما وقع في مصر و تسلسل الاحداث لدرجة سقوط المئات من القتلى بعد الانقلاب…كما اننا لم نكن نظن ان يصبح حمل علم فلسطين في دولة عربية جريمة و كيف اصاب فيروس التخوين حتى غرفة التشريع….!!
اليوم ها نحن نسير على نفس الخطى و لو بدرجة اقل و لطنها ككرة تلج اصطف في مسارها اصحاب القاب و اسماء مكاتب بتوصيفات مدروسة لخلط الأوراق و دسترة الوطنية و حصرها بمرادفات و نصوص لا افعال و إيمان و عمل!!
اعيد لكم سيدي ما قاله احد سكان غزة من فوهة حفرة ان سيدة دخلت النار لأنها لم تطعم قطا!!
و نحن امة الملياري مسلم لا نستطيع إدخال الطعام لمسلمي غزة!!

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x