لماذا وإلى أين ؟

الدرويش: عيب وعار على بنكيران التعدي على مجال السياسة الخارجية للمملكة المغربية

قال الاكاديمي و الفاعل السياسي و المدني، محمد الدرويش، معلقا عن الجدل الذي أثاره تهجم عبد الاله بنكيران، على أصحاب مقولة ” تارة قبل غزة”، (قال): “إننا لم نكن أمام خطاب نقابي أو سياسي يوم فاتح مايو الماضي، بل كنا أمام خطبة فقيه له قدرة كبيرة على فن التواصل، متدرب و يعرف كيف يوجه سهامه و يدرك مخاطر ما يقول و معاني ما يصرح به”.

وأضا: “إننا لم نكن أمام خطاب سياسي رصين كما عهدنا ذلك في خطابات الوزراء الأولين من مثل المرحوم عبد الرحمان اليوسفي و السيد عباس الفاسي و السيد إدريس جطو مثلاً، حيث كانوا ينزلون كل كلمة في محلها و يوزعون الإشارات بأياديهم و ملامح وجوههم حسب ما يقتضيه مقام الخطاب، و يبعثون بالرسائل لمن يعنيهم الأمر دون حاجة إلى ذكر أسمائهم أو صفاتهم أو أفعالهم “.

وبخصوص إعادة انتخاب بنكيران لولاية أخرى على رأس اليبيجيدي، قال الدرويش في تصريح صحفي معمم “إعادة انتخاب عبد الالاه بنكيران هو أمر داخلي و لا يمكنني إلا أن أهنئه على انتخابه أميناً عاماً لهذا الحزب و على الثقة التي حظي بها من طرف المؤتمرين و المؤتمرات و نهنئهم جميعاً على نجاح مؤتمرهم”.

مردفا “لن أسمح لنفسي بمناقشة ما قاله السيد بنكيران بخصوص قضايا حزبه الداخلية و بخصوص صراعاته مع مجموعة من السياسيين و الإعلاميين ، فالرأي العام – و أنا منه – يتابع و يقيم كل حسب موقعه و مستواه ، لكن ما أعده نشازاً في كلام السيد عبد الالاه بنكيران، أمين عام العدالة و التنمية هو الجزء من خطبته الموجه للرئيس الفرنسي و للرئيس الأمريكي المقصود ماكرون و ترامب ، فقد كان السيد بنكيران مجانباً للصواب و متعد على مجال السياسة الخارجية للمملكة المغربية و المكفولة بمنطوق دستورها إلى جلالة الملك محمد السادس نصره الله، و هذا في اعتقادي المتواضع عيب و عار على الرجل”.

و أضاف “وهو الذي يعلم – في اعتقادي – المجهودات المبذولة من قبل المؤسسة الملكية خصوصاً و جلالة الملك على وجه أخص و المؤسسات الدستورية كل حسب مسؤوليته و موقعه و مجال اختصاصه في بناء علاقات دولية قائمة على الاحترام المتبادل و الثقة بين الأطراف و المصالح المشتركة و الدفاع عن الوطن جغرافيةً و تاريخاً و اقتصاداً و تراثاً و ثقافةً و غيرها، وأعتقد أن هذا الشق بالخصوص آلمني و جعلني أقول إن الرجل فقد شيئاً من حكمته السابقة في توجيه سهامه”.

وعن وصف بنكيران لمن يقول تازة قبل غزة بـ”الميكروبات” و “الحمير”، فقال الدرويش ” بخصوص لمن وجه تلك الصفات و الكلمات غير اللائقة في مجتمعنا فهو يعرفهم و هم يعرفونه، و مع كل الأسف نسجل باستياء عميق أن الخطابات السياسية اليوم في المغرب خصوصا بعد سنة 2011 لم تعد كما كانت و هذا نداء آخر موجه للأحزاب السياسية بأن ترفع من المستوى الأخلاقي في تدبير الاختلاف و توجيه الانتقاد فالسياسة قبل و بعد كل شيء أخلاق في الممارسة و في الكلام”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

2 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
احمد
المعلق(ة)
9 مايو 2025 18:06

تجاوزات بنكيران اللفضية ليست إلا احد مظاهر انحدار اللغة السياسية والتي خيمت على المشهد ككل في زمن فقد فيه الحقل السياسي رموزا كتيرة و فقد مساجلات راقية حول القضايا التي تشغل الراي العام الوطني، و كان آخر هذه المظاهر ما وصف به زعيم الحركة نواب الامة من منصة الرءاسة والذين سماهم (بالنمادج)، ورغم ما يقال عن مستويات الثمثيلية داخل البرلمان ولغة السجال التي اصبحت تركز على الشكليات على حساب المضامين، فإن شعار (تازة قبل غزة) الذي اطلق عفويا في احدى المنصات التكتوكية اصبح شعارا سياسيا عند البعض في زمن الانحدار، لكن مواقف صاحب الجلالة من القضية الفلسطينية عموما وبيان وزير الخارجية الاخير ضد حكومة نتنياهو التي الاجرامية،يبين الى اي حد هناك محاولات للقفز على رؤية المملكة الصحيحة للقضية و تعاطف الشعب وكل احرار العالم معها، وهذا يبين كيف كان شعار (تازة قبل غزة) منحرفا وخارج عن الاحساس الانساني بقضايا الشعوب المضلومة مهما كانت عقيدتها.كما هي محاولة خسيسة للفصل بين قضية شعبين شعب اعزل يموت يوميا من اجل الارض وشعب مغربي يتشبت بكل حقوقه الترابية ومستعد للدفاع عنها الى آخر رمق.

محمد
المعلق(ة)
9 مايو 2025 16:53

اتفق معك ايها الاستاذ الفاضل في ان الخطاب السياسي لم يعد كما كان قبل 2011 . و بالتالي فعلى كل الاحزاب السياسية ان تراجع نفسها ؛ لأنها مع زعمائها لم تعد تقنع المغاربة .

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x