مباحثات مغربية ـ مصرية في الرباط.. ورسالة من السيسي إلى جلالة الملك

في خطوة تعكس متانة العلاقات الدبلوماسية التي تجمع بين المملكة المغربية وجمهورية مصر العربية، سلم وزير الخارجية والهجرة المصري، بدر عبد العاطي، اليوم الأربعاء، رسالة خطية من الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى جلالة الملك محمد السادس، وذلك خلال زيارة رسمية قام بها الوزير المصري إلى العاصمة المغربية الرباط.

وبحسب ما أفاد به المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية؛ تميم خلاف، فقد عبّر الوزير عبد العاطي عن تطلع القاهرة إلى دفع مسار العلاقات الثنائية بين البلدين إلى آفاق أرحب، من خلال تفعيل آليات التعاون القائمة، وعلى رأسها اللجنة العليا المشتركة التي من المرتقب عقدها في القاهرة، إلى جانب اجتماع “آلية التنسيق والتشاور” بين وزيري الخارجية.

وفي بُعد اقتصادي يعكس إدراك الطرفين لأهمية التعاون التنموي، شدّد عبد العاطي على اهتمام مصر بالارتقاء بالشراكة الاقتصادية والتجارية مع المغرب، مبرزًا في هذا السياق الزيارة المهمة التي قام بها وزير الاستثمار والتجارة الخارجية المصري إلى الرباط في فبراير الماضي، والتي أرست دعائم جديدة للتعاون الثنائي.

ولعل أبرز ما يعكس حيوية العلاقات الاقتصادية بين البلدين، هو منتدى الأعمال المصري المغربي الذي احتضنته القاهرة في 4 ماي الجاري، بمشاركة 148 شركة من الجانبين، منها 74 شركة مصرية و31 شركة مغربية. وقد أعرب الوزير المصري عن تطلع بلاده لمتابعة مخرجات هذا المنتدى وتحويلها إلى مشاريع ملموسة، تمهيدًا لعقد اللجنة التجارية المشتركة في أكتوبر المقبل.

في الجانب السياسي والإقليمي، تبادل الوزيران الرؤى حول أبرز التحديات التي تواجه المنطقة، وعلى رأسها الوضع في قطاع غزة. كما لم يفت الوزير عبد العاطي، وفق ما نقله المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية أن يشيد بدور جلالة الملك محمد السادس، بصفته رئيسًا للجنة القدس، وجهود المملكة المغربية المتواصلة في دعم القضية الفلسطينية والدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

كما تناول اللقاء تطورات الأوضاع في السودان، وليبيا، ومنطقة الساحل الأفريقي، في تأكيد واضح على تطابق الرؤى بين البلدين تجاه القضايا الإقليمية الكبرى، وحرصهما على العمل المشترك من أجل استقرار وأمن المنطقة.

ومن جانبها، أعلنت وزارة الشؤون الخارجية المغربية، عبر منصاتها الرسمية، أن الاستقبال الذي خص به ناصر بوريطة نظيره المصري تم بتعليمات سامية من جلالة الملك محمد السادس، وهو ما يؤكد الأهمية الخاصة التي توليها الرباط لهذا التواصل رفيع المستوى مع القاهرة.