2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
العثماني هو “الفونطوم”

لا حديث في الآونة الأخيرة بالمغرب، سوى عن قارب “الفونطوم” الذي يرسو بين الفينة والأخرى بشواطئ الشمال، من أجل نقل الراغبين في الهجرة سرا نجو أوروبا، وبات هذا “الفونطوم” هو حلم كل مغربي مَل ّمن البطالة وارتفاع الأسعار وتدني مستوى المعيشة والخدمات الأساسية وكذا هزالة الأجور ورداءة التعليم والصحة والسكن.
المثير في الأمر، أن الحكومة المغربية التي من واجبها التحرك بشكل عاجل لإيجاد مخرج لهذه الأزمة غير المسبوقة التي يمر منها المغرب، بتنا نراها متفرجة ومستمتعة بما يحصل وكأن الأمر لا يعنيها أو كأن الأحداث الجارية تتعلق بدولة عدوة للمملكة، إذ -ولحدود الساعة- لم تعلن عن أي برنامج بديل يحول دون ركوب الشباب المغاربة لزوارق الموت.
وعند ظهور “الفونطوم” الذي اخترق مناطق السيادة المغربية، كان المواطنون يمنون النفس بأن تُصدر الحكومة بلاغا أو ردا رسميا حازما تعلن فيه عن موقف صارم مما يحدث، إلا أن أي شيء من ذلك حصل، بل اقتصرت فقط على بعض التصريحات التي أدلى بها الناطق الرسمي مصطفى الخلفي والذي نفى أن تكون موجة الهجرة في تزايد، إذ أشار إلى أنها في انخفاض مستمر مقارنة بالسنوات الماضية.
تصريح الخلفي، تفنده العديد من الأرقام الأخرى، أو على الأقل الفيديوهات التي يتم تداولها كل يوم والتي تُظهر أعدادا متزايدة من المغاربة الذين يتهافتون على سواحل الشمال لانتظار زورق “الفونطوم” لعله ينقلهم إلى الجنة الأوروبية، ورغم كل ذلك فلا مجيب لحد الآن على أنين الشعب وهتافه من أجل أبسط حق وهو الحق في التشغيل بما يحفظ كرامة الإنسان.
“الفونطوم” fantôme باللغة الفرنسية يعني الشبح، وتمت تسمية القارب بهذا الإسم لأنه يسير بسرعة فائقة في عُرض البحر، إذ تصعب رؤيته واللحاق به، غير أن الشبح أو “الفونطوم” الحقيقي الآن، هو العثماني لأنه غائب تماما عن ساحة الأحداث.

في حين أنه من المفترض أن تبحث الحكومة بكل مكوناتها عن مخرج للاحتقان لا يزال مختلف أحزاب المكونة للحكومة تتراشق بالنعوت التي لا ترقى للمستوى الثقافي للوزراء الذين يتفوهون بهذه النعوت و العبارات. تكتيك تقليدي لغض الطرف عما يجري بالمملكة