2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

استقبل وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارجي، ناصر بوريطة، الجمعة 30 ماي 2025 بالرباط، جواو غوميش كرافينيو، الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لمنطقة الساحل.
وأكد المسؤول الأوربي، خلال هذه الزيارة على “الدور الاستراتيجي للمغرب كشريك جد مهم للاتحاد الأوروبي في معالجة التحديات المرتبطة بمنطقة الساحل”.
وتأتي زيارة كرافينيو إلى المغرب في وقت تشهد فيه منطقة الساحل والصحراء تطورات متسارعة، مع بروز المبادرة الأطلسية التي يقوده المغرب رفقة دول الساحل الحبيسة، على رأسها بوركينافاسو والنيجر، ومالي وتشاد، لإيجاد منفذ إلى الأطلسي، ما يعطي لهده الزيارة أكثر من دلالة.

وفي هذا الصدد، يرى أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الأول بوجدة، خالد الشيات، أن “هذا القاء يعكس أولاً مركزية وأهمية المغرب في استراتيجية مجموعة من الدول الأوروبية، وفي إطار الاتحاد الأوروبي، وذلك بشكل خاص في اتجاهين”.
الاتجاه الأول، يضيف الشيات في حديثه لـ”آشكاين”، هو “علاقته مع دول الساحل والصحراء، وهي الدول التي أصبح لها ارتباطات استراتيجية مشتركة مع المغرب، في حين الاتجاه الثاني، يتمثل في المبادرة المغربية الأطلسية، والتي تتضمن مجموعة من البرامج التنفيذية على المستوى الاقتصادي والطاقي، وعلى رأسها موضوع أنبوب الغاز النيجيري-الأوروبي”.
وذر الشيات أن “هذا الأنبوب سيكون بالنسبة لأوروبا محور توازن استراتيجي في مقابل أنبوب الغاز الروسي الموجه نحو أوروبا، والذي أصبحت روسيا تتحكم فيه الآن بطريقة تفاوضية، خاصة في ظل الحرب الأوكرانية”.
وشدد على أن “المغرب يوجد في قلب استراتيجيات مهمة جداً بالنسبة للأوروبيين، ومبادراته تتماشى وتتلاءم مع المصالح الأوروبية، وهذا الأمر يعطي للمغرب أهمية كبرى على المستوى الاستراتيجي”.
ونبه إلى أنه “من الناحية القانونية، على المغرب أن يكون واعياً بهذا الدور الكبير الذي يقوم به، والذي يمكن أن يلعبه في مقابل هذه الدول الأوروبية والاتحاد الأوروبي”.
وخلص إلى أن “المغرب يحتاج الآن إلى موقف أكثر وضوحاً من طرف هذه الدول، خاصة فيما يتعلق بقضاياه سياسية أساسية، على رأسها قضية الصحراء المغربية، وأيضاً على مستوى المزايا الاقتصادية في إطار الشراكات الاستراتيجية، سواء في المجال البحري أو الفلاحي أو غيرهما من المجالات”.