2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
“البام” يعزل وزراءه عن الأغلبية الحكومية

أثار حزب الأصالة والمعاصرة جدلا واسعا خلال الدورة الثلاثين لمجلسه الوطني، عندما بدا وكأنه “يعزل” وزراءه في الحكومة عن باقي وزراء الأغلبية. ففي مداخلات قيادات الحزب، التي ألقيت يوم السبت 31 ماي الجاري بالولجة-سلا، تم التركيز بشكل حصري على الإشادة بقطاعاتهم الوزارية، متجاهلين تماما أي ذكر أو تلميح لعمل باقي القطاعات الحكومية الأخرى.
فخلال مداخلتها لافتتاح أشغال النشاط المذكور، أكدت نجوى ككوس، رئيسة المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، بأن الوزراء المنتمين للحزب “يحظون بثقة جلالة الملك، ويشتغلون بتفان في خدمة الوطن والمواطن”، دون أية إشارة لباقي مكونات الحكومة، وكأنهم لا يحظون بنفس الثقة المولوية، ولا يتفانون في خدمة الوطن والمواطن.
واعتبرت كوكاس أن الحصيلة الحكومية المحققة حتى الآن “تؤكد أن الأصالة والمعاصرة قوة تنفيذية مسؤولة، تؤمن بالنجاعة وتنتصر للمصلحة العامة”، وهو ما قد يُفهم منه، نسب إنجازات الحكومة لـ”التراكتور”، بما أن هذه القيادية لم تلمح حتى لكون “البام” هو جزء من الأغلبية الحكومية، وإنجاز هذه الأخيرة يُنسب لكل مكوناتها، كما هو شأن إخفاقاتها.
على منوال كوكاس سار عضو القيادة الجماعية لـ”الجرار”، محمد المهدي بنسعيد، الذي أشاد ومجَّد بوزراء حزبه “وما أبلوه من بلاء حسن” بحسبه، دون الإشارة إلى بعض القطاعات الأخرى التي يتولاها زملاؤه الوزراء من أحزاب أخرى، رغم أهمية بعضها الاستراتيجية، وما تحظى به من اهتمام مباشر من طرف الملك محمد السادس، كقطاعي الماء والفلاحة.
أما رئيس الفريق النيابي لذات الهيئة السياسية، أحمد التوزي، فقال في وزراء حزبه ما لم يقله مالك في الخمر، ذاكرا إياهم بالاسم، واستفاض في مدحهم إلى حد أن مسيرة الجلسة، كوكاس، دخلت معه في سجال بعدما أطال في واستفاض ذكر مناقبهم وخصالهم حتى الشخصية منها.
من الطبيعي أن تُشيد قيادات حزب ضمن الأغلبية الحكومية بوزرائها وتسلط الضوء على إنجازاتهم في القطاعات التي يشرفون عليها، لكن من اللباقة السياسية، ومن باب التضامن الحكومي، أن تتم الإشارة إلى باقي القطاعات، هذا إن كانت الأغلبية في حالة انسجام، وهو ما لا يُستشف من مداخلات قيادات حزب الأصالة والمعاصرة التي بدت وكأنها تعزل نفسها عن شركائها في الحكومة.