لماذا وإلى أين ؟

الموقف البريطاني الجديد من الصحراء يفقد الجزائر صوابها

أخرج الموقف الجديد للمملكة المتحدة الداعم لمخطط الحكم الذاتي كمقترح وحيد لحل النزاع المفتعل حول مغربية الصحراء،  الجزائر، من جديد، لتدافع عن أطروحة الإنفصال التي بات محصورة في زاوية ضيقة.

وأصدرت الخارجية الجزائرية، بيان لها مساء اليوم الأحد فاتح يونيو الجاري، قالت فيه إن “الجزائر أخذت علما بالموقف الجديد للمملكة المتحدة بشأن قضية الصحراء”، معربة “أسفها لقيام المملكة المتحدة بدعم مخطط الحكم الذاتي المغربي”.

ولم تجد الجزائر ما تخفي به فشها الدبلوماسي الذريع في معاداة الوحدة الترابية للمغرب سوى توجيه انتقاداتها القديمة لمقترح الحكم الذاتي المغربي، حيث قالت الخارجية الجزائية إن “هذا المقترح، وطوال الثمانية عشر سنة التي أعقبت تقديمه لم يتم عرضه على الصحراويين كأساس للتفاوض، مثلما لم يتم التعاطي معه يوما على محمل الجد من قبل مبعوثي الأمم المتحدة، الذين تداولوا على هذا المنصب”، وهو ما يخالف واقع الحال الذي باتت تترجمه الأعداد المتزايدة من الدول الداعمة لهذا المقترح كحل وحيد لحل النزاع المفتعل حول الصحراء.

وأصرت الجزائر على معاكسة التوجه الدولي الداعم للمقترح المغربي، حيث اعتبر بيان الخارجية الجزائرية أن “الغاية من مخطط الحكم الذاتي المغربي لم تكن يوما الاستناد إليه كأساس حل سياسي لهذا النزاع، بل كانت مراميه الحقة تتمثل على الدوام في شغل الساحة من أجل قطع الطريق أمام أي مساع جادة للتوصل إلى تسوية حقيقية، والسماح للمغرب بكسب المزيد من الوقت”، وهو الأمر الذي فندته مواقف القوى الدولية الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وإسبانيا وبريطانيا وغيرها.

ومضت الجزائري في بيان خارجيتها تزيف الحقائق وتحاول التشبث بأي قشة لتداري فشلها، حيث حاولت الالتفاف على البيان المشترك بين وزيري خارجية المغرب وبريطانيا الذي أقر بدعم الحكم الذاتي كحل وحيد للنزاع، حيث قالت الخارجية الجزائرية إنها “تُسجل بأنّ المملكة المتحدة لم تتطرق للسيادة المغربية على الصحراء ولم تقدم أي دعم لها، وأن “كاتب الدولة البريطاني قد أكد بشكل علني ورسمي تمسك المملكة المتحدة بمبدأ الحق في تقرير المصير”، وهو ما يخالف تماما ما جاء في البيان المشترك الذي صدر عن الجانبين المغربي والبريطاني.

يأتي هذا بعدما اعتبرت المملكة المتحدة “مقترح الحكم الذاتي، المقدم من قبل المغرب في 2007، بمثابة الأساس الأكثر مصداقية وقابلية للتطبيق وبراغماتية من أجل تسوية دائمة للنزاع” الإقليمي حول الصحراء المغربية، و “ستواصل العمل على الصعيد الثنائي، لاسيما في المجال الاقتصادي، وكذلك على الصعيدين الإقليمي والدولي، وفقا لهذا الموقف، من أجل دعم تسوية النزاع”.

وتم التعبير عن هذا الموقف في بيان مشترك وقعه، اليوم الأحد بالرباط، وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية والكومنولث والتنمية، ديفيد لامي، ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة.

وجاء في البيان المشترك أن “المملكة المتحدة تتابع عن كثب الزخم الإيجابي الحالي تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس”. وأضاف أن لندن “تدرك أهمية قضية الصحراء” بالنسبة للمغرب، مبرزا أن تسوية هذا النزاع الإقليمي “من شأنها أن توطد استقرار شمال إفريقيا وتعزز الدينامية الثنائية والاندماج الإقليمي”.

كما أكدت المملكة المتحدة، في البيان المشترك الموقع اليوم بمقر وزارة الشؤون الخارجية، أن “الهيئة البريطانية لتمويل الصادرات قد تنظر في دعم مشاريع في الصحراء”، خاصة في إطار “التزام الهيئة بتعبئة 5 مليارات جنيه إسترليني لدعم مشاريع اقتصادية جديدة في جميع أنحاء البلاد”، مسجلا أن “المملكة المتحدة تعتبر المغرب بمثابة بوابة رئيسية للتنمية الاجتماعية والاقتصادية لإفريقيا وتجدد التأكيد على التزامها بتعميق تعاونها مع المغرب باعتباره شريكا للنمو في شتى أرجاء القارة”.

وعلاوة على ذلك، شدد البيان، الذي وقعه الوزيران المغربي والبريطاني، على أن “كلا البلدين يدعمان ويعتبران الدور المحوري للعملية التي تقودها الأمم المتحدة أمرا حيويا”، وجددا التأكيد على “دعمهما الكامل للجهود المبذولة من طرف المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، السيد ستافان دي ميستورا”. وبشكل خاص، تصرح المملكة المتحدة بأنها “مستعدة وراغبة وعازمة على تقديم دعمها الفعال وانخراطها للمبعوث الشخصي وللأطراف”.

وفي الختام، سجل البيان المشترك أنه “باعتبارها عضوا دائما في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، تتقاسم المملكة المتحدة وجهة نظر المغرب بشأن الحاجة الملحة لإيجاد حل لهذا النزاع الذي طال أمده، بما يخدم مصلحة الأطراف”، مضيفا أنه “آن الأوان لإيجاد حل والمضي قدما في هذا الملف، بما من شأنه تعزيز الاستقرار في شمال إفريقيا وإعادة إطلاق الدينامية الثنائية والاندماج الإقليمي”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

2 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
احمد
المعلق(ة)
2 يونيو 2025 11:53

الجزائر لم تفقد صوابها فحسب بل فقدت بكارتها يوم جاء تبون الى الحكم.

ملاحظ
المعلق(ة)
1 يونيو 2025 21:52

الغريب أن دولة الكبرانات يرفضون التدخل فيهم وماذا يسمون تصرفاتهم إزاء اسبانيا وفرنسا واليوم بريطانيا اليس هذا تدخلات في سيادة هذه الدول لم افهم شيئا من هؤلاء المخبولين

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x