2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
سخرية تُصبح واقعا.. عمدة سابق يتحول إلى ”حفار آبار” في المغرب

بعد ثمانية أشهر من تركه منصبه كرئيس لبلدية روتردام، يجد أحمد أبو طالب نفسه في المغرب، غارقًا في حياة تتماشى بشكل مثير للسخرية مع تعليق سابق أطلقه أحد أعضاء المجلس ضده.
فما بدأ كسخرية لاذعة، تحول إلى واقع ملموس في حياة الهولندي من أصل مغربي، الذي قرر مؤخرا أن يعتزل المجال السياسي، بعد 15 سنة قضاها عمدة لأحد أهم وأكبر المدن الهولندية.
كان العمدة أبو طالب قد أثار جدلاً واسعاً العام الماضي عندما رفض رفع العلم الإسرائيلي في قاعة بلدية روتردام بعد أحداث السابع من أكتوبر.
وأثار الرفض استياء عضو المجلس بنفينيدو فان شايك، عن الحزب اليميني ليفبار، الذي علق بغضب بأن أبو طالب “يفضل حفر الآبار في المغرب بدلاً من بناء الجسور في روتردام”. وعلى الرغم من أن أبو طالب لم يتقبل هذا التعليق حينها. لكن ظهر أن سخرية فان شايك كانت نبوءة، فقد تحول أبو طالب فعلا إلى ”حفار آبار”، بطريقة أو بأخرى، في منطقة الريف التي ينحدر منها.
في مقابلة مع الشبكة الإعلامية “رينموند”، تحدث أبو طالب عن “منزله الصغير” بقرية بني سيدال في ريف إقليم الناظور، حيث ”يكتب ويسترخي”. كما ذكر أنه بدأ في تجديد منزل والديه بناءً على طلب والده الراحل.
وقال أبو طالب في المقابلة: “الآن أصبح هناك أيضاً بئر مياه قريب وتم توصيل الكهرباء. وأصبح أحد أعمامي الآن مشغولاً بزراعة العشرات من أشجار الزيتون في المنطقة المحيطة بالفناء”.
لم يقتصر الأمر على المشاريع الشخصية، بل انخرط أبو طالب أيضاً في أعمال مجتمعية. فقد عمل مع أنباء بلدته على بناء مسجد كان يحضر فيه دروس القرآن الكريم، كما يشارك عن بعد في مؤسسة تُعنى بحفر الآبار في جميع أنحاء المغرب. ومؤخراً، ألقى محاضرة في مدريد حول إدارة المياه، مما يؤكد اهتمامه المستمر بقضايا المياه، وهو ما يتماشى تماماً مع “سخرية” فان شايك.
في حديثه لبرنامج “راينموند”، كشف العمدة السابق عن لحظة مؤلمة عايشها بعد مغادرته مبنى البلدية، وهي وفاة والده. “دُفن والدي في هولندا. بالنسبة لعائلة أبو طالب، هذا أول شخص يُدفن في هولندا”، قال أبو طالب. بعد الجنازة، رافق والدته إلى المغرب، مسقط رأس والده الراحل، “ليتمكن الناس من تقديم تعازيهم لوالدته والالتقاء بنا مجددًا”.
في المغرب، يمتلك أبو طالب “مكانًا للعيش، منزلًا صغيرًا أكتب فيه أحيانًا وأستريح فيه. إنه مكان يستمتع به أفراد العائلة الآخرون أيضًا”. وبالتوازي مع ذلك، قام أبو طالب وشقيقه بتجديد منزل العائلة الذي كان على وشك الانهيار، تحقيقاً لرغبة والده الراحل: “سألني والدي قبل وفاته: هل يمكنك تجديده؟ هذا ما فعلناه. وهي الآن جاهزة”.
لم تتوقف جهود رئيس بلدية روتردام السابق عند هذا الحد، بل ساهم أيضاً في إعادة بناء المسجد الذي كان يتلقى فيه دروس القرآن الكريم. وعبر أبو طالب عن سعادته بهذا الإنجاز قائلاً: “إنه لأمرٌ مميزٌ أن أعود إلى المكان الذي جلستُ فيه، في طفولتي، على الأرض وعلى لوحٍ كُتبت عليه آياتٌ من القرآن الكريم. لقد أصبح تحفةً معماريةً حقيقية.”
بالإضافة إلى ذلك، يتعاون أبو طالب عن بُعد مع مؤسسة تُساعد في حفر الآبار في المغرب. ويؤكد أن المؤسسة لا تقتصر على حفر الآبار فحسب، بل “تُنفذ أيضاً مشاريع أخرى، مثل توزيع الطعام والملابس الشتوية على الأطفال في الجبال”.
وعلى الرغم من انخراطه في هذه المشاريع في المغرب، يؤكد أبو طالب أنه لا يخطط للعيش فيه: “لا أنوي العيش هنا. روتردام تبقى وطني”. عاد أبو طالب إلى هولندا، حيث يكرس وقته حالياً لكتابة سيرة ذاتية. سيتتبع الكتاب رحلته من طفولته في المغرب إلى بداياته في السياسة، بالإضافة إلى جوانب شخصية مثل زواجه وولادة أطفاله. “إنه وصف لوجودي كرجل. لن يكون كتابًا سياسيًا، حتى لو احتوى على جوانب سياسية”، ويضيف أنه “يحتوي على عدد من الحكايات الشيقة”. لم يُحدد موعد إصدار الكتاب بعد.
واختتم أبو طالب حديثه قائلاً: “أنا في إجازة تفرغ نوعاً ما، بين قوسين. ربما سأفعل شيئًا مرة أخرى، لكنني لا أعرف ما هو حتى الآن.”
هذا الرجل العظيم بأنجازاته، القوي بمواقفه، والمحب للبساطة التي تربطه بالاصل وبالوطن هو مفخرة للمغرب، فليس عيبا ان تحفر بئرا او تكون حتى حفارا للابار ولك موقع مهم وسط بلد مهم، فكتير من العظماء كانو يمتهنون حرفا بسيطة واصبحو رؤساء دول منهم هوشمين الذي خاض حربا دروسا ضد امريكا وانتصر عليها، ومنهم ليش فليسا الذي كان كهربائيا واصبح رئيسا لبولونيا، تم عاد الى دكانه الصغير بعد اختيار رئيس جديد، ورئيس اوكرانيا الذي كان مهرجا يضحك الناس، وتلك هي سيرة العظماء، أما سيرة التافهين فهي ان يسخرو منهم.
شخص يحمل الكثير من التناقضات كأغلب المهاجرين الذين لم يتمكنوا من الإنسجام في بلد المهجر وليس لهم الشجاعة الكافية ليقرروا العيش في البلد الأصلي !
هذا رجل ذو كرامة وعزة نفس