لماذا وإلى أين ؟

لفتيت: ما يمكنش نمشيو للقدام بهاد النظام اللي عندنا ديال سيارات الأجرة

في خطوة تعكس توجه الدولة نحو إصلاح عميق وشامل لقطاع النقل الحضري، كشف وزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت، خلال جلسة الأسئلة الشفهية بمجلس النواب، اليوم الإثنين، عن شروع وزارته في إطلاق دراسات تهدف إلى تحديث نظام سيارات الأجرة في المغرب، وذلك في ظل ما وصفه بـ”عدم قابلية النظام الحالي للاستمرار في المستقبل”.

قال لفتيت بوضوح: “ما يمكنش نمشيو للقدام بهاد النظام اللي عندنا اليوم”، في إشارة إلى أعطاب بنيوية يعاني منها قطاع سيارات الأجرة، والذي لم يواكب التحولات التكنولوجية والسوسيو ـ اقتصادية التي يعرفها المغرب، خاصة مع بروز النقل عبر التطبيقات الذكية، ما فرض نوعاً من “الازدواجية” والتنافس غير المتكافئ في سوق النقل الحضري.

وأشار المسؤول الحكومي إلى أن وزارته تشتغل على نظام جديد سيمكن من مواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية، مع ضمان حقوق الشغيلة العاملة في القطاع، موضحاً أن الإصلاح لن يكون على حساب المهنيين أو السائقين، بل سيتم في إطار تشاركي يراعي التوازن بين تطوير الأداء المهني والحفاظ على المكتسبات الاجتماعية.

ويأتي هذا التوجه في ظل الانتشار الواسع لتطبيقات النقل الذكي في عدد من المدن المغربية، والتي تقدم خدمات تتسم بالسرعة والفعالية، ما خلق ضغطاً كبيراً على أصحاب سيارات الأجرة التقليدية. وفي غياب تنظيم محكم لهذا النوع الجديد من الخدمات، أصبحت الحاجة إلى إطار قانوني وتنظيمي حديث أمراً لا مناص منه، حسب ما لمح إليه لفتيت في مداخلته.

من جهة أخرى، تطرق وزير الداخلية إلى النقل الحضري عبر الحافلات، مؤكداً أن برنامج التدبير الجديد الذي يفصل بين مهام التدبير والاستثمار يهدف إلى القطيعة مع الممارسات السابقة التي وصفها بـ”غير المجدية”.

وأعرب المسؤول الحكومي عن أمله في أن تنخرط الشركات المغربية في مسار التصنيع، التركيب، والتسيير بشكل احترافي، معترفاً في الآن ذاته بأن القطاع يعاني من غياب شركات وطنية بمستوى تنافسي يؤهلها لتدبير المرفق العمومي بكفاءة، داعياً إلى ضرورة بناء نسيج اقتصادي قادر على مسايرة متطلبات النقل الحضري العصري.

ويعكس هذا التوجه الجديد لوزارة الداخلية إرادة سياسية واضحة لإعادة هيكلة قطاع النقل العمومي بكل مكوناته، من سيارات الأجرة إلى الحافلات، من خلال التركيز على الكفاءة، العدالة المهنية، وتحديث الخدمات بما يواكب التحولات الحضرية والتكنولوجية.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x