2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
منشقون عن البلويساريو يذكرونها بمصير حزب العمال الكردستناي وتدعوهم للحوار قبل فوات الآوان

وجهت حركة “صحراويون من أجل السلام” المنشقة عن جبهة البوليساريو رسالة مفتوحة إلى النخبة الصحراوية، من أجل “حوار صحراوي جامع يحسم في “مفترق طرق تاريخي خطير”، قبل “ضياع آخر فرصة”.
وأعطت الحركة، في رسالتها، دروسا من التاريخ للصحراويين في المخيمات وقادة البوليساريو، بأن التجارب الإنفصالية في مختلف بقاع العالم لم تستطع الصمود أمام واقع الاندماج في المجتمع الذي تنتمي إليه بعد محاولات فاشلة للإنفصال عنه وتجزيئه.
ومن الحركات التي ضربت بها الرسالة مثالا والتي سبق للعالم أن أشاد بموقفها في التخلي عن أطروحة الإنفصال، رغم أنه جاء متأخرا، “حزب العمال الكردستاني في تركيا أو القوات المسلحة الثورية الكولومبية انتهت بالاستسلام غير المشروط دون تحقيق أهدافها، أما الانفصاليون في بياقرا أو مجاهدو خلق في إيران، فقد اختفت قضاياهم في غياهب النسيان”.
وعبرت الحركة في راسلتها، التي تتوفر “آشكاين” على نظير منها، عن قلقها من مصير الحركة الإنفصالية، بقولها “نتوجه إليكم مدفوعين بخطورة الأحداث الأخيرة وفي لحظة حاسمة بالنسبة للشعب الصحراوي، إن الواقع الذي تواجهه معقد، وغامض ومقلق للغاية، ويتطلب منا جميعا تفكيرا جادا وشجاعًا”.
لم تقف رسالة الحركة عند ذلك، بل نسفت الخيار المسلح الذي جنحت إليه البوليساريو، وأظهرت عواقب خرقها لوقف إطلاق النار من جانب واحد، الذي انقلب بنتائج عكسية على قادة الإنفصال، حيث أكدت الحركة أن “إعادة اندلاع الحرب من جانب واحد من قبل قيادة جبهة البوليساريو في نونبر 2020، أدت إلى عواقب كانت متوقعة ولكنها مدمرة”.
واعتبرت الرسالة أن “هذا القرار، بالعودة للحرب، اتخذ دون حساب سياسي واستراتيجي كاف، دفع بالحركة الإنفصالية إلى وضع غير مستدام يشبه هزيمة غير معلنة على الساحة بحكم الواقع، إذ على الصعيد العسكري، فرضت الطائرات المسيرة المغربية هيمنتها، ما أدى إلى تأكل مواقع البوليساريو على الأرض وإنهاء الوضع القائم الذي استمر منذ عام 1991”.
وفي توصيفها للوضع الذي تقوم عليه رؤى الأطراف المتداخلة في النزاع المفتعل حول الصحراء، ترى الحركة أن “الجزائر، الداعم الرئيسي للبوليساريو، مترددة في توفير الأسلحة والذخائر، في حين تظهر موريتانيا علامات واضحة على عدم الرضا، وتفكر في تقييد عبور الموارد العسكرية الصحراوية عبر أراضيها”.
“وعلى الصعيد الدبلوماسي”، يسترسل أصحاب الرسالة فإن “العزلة تزداد وضوحًا فقد جمدت العديد من الدول علاقاتها مع “الجمهورية الصحراوية”، بينما تتزايد قائمة الدول المؤثرة التي تدعم مقترح الحكم الذاتي المغربي باعتباره الحل الأكثر جدية ومصداقية”، كما صرح بذلك مؤخرًا وزير الخارجية البريطاني”.
وأشارت إلى أنه “في الوقت نفسه، يوشك المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، ستافان دي ميستورا، على إنهاء ولايته دون أن يتمكن من إعادة تنشيط العملية السياسية، مما يزيد من تفاقم الجمود الدبلوماسي”.
ويضاف إلى هذا الوضع، تقول الحركة “التدهور المقلق في الظروف المعيشية بمخيمات اللاجئين في تندوف، إذ تتفاقم مظاهر النقص وانعدام الأمن والإحباط بشكل متسارع، وقد استقرت حالة اليأس الجماعي”.
ونبهت إلى أنه “أمام هذا المنعطف، لا يمكن لأي شخص مسؤول، سواء من القيادة أو من المجتمع المدني، أن يواصل الصمت”، ما يعني حسبها أنه “قد حان الوقت لمواجهة الواقع بنضج وبدون مواربة”.
وتابعت أنها “توجه نداء إلى النخبة الصحراوية السياسية، القبلية، الفكرية المدنية وفي الشتات لفتح نقاش صريح بعيدا عن الدبلوماسية العقيمة والمقاربات الإقصائية من الضروري تقييم المخاطر، وتحديد الأولويات، وبناء استراتيجية مشتركة تمكننا من مواجهة التحديات الحالية بواقعية وحكمة”.
وأكدت على أنه “لا مجال للاستسلام والتردد وهم أمام نقطة تحول عليهم أن يقرر وافيها ما إذا كنا سنواصل السير في طريق مسدود، أو إذا كناء على العكس، سنبحث عن حلول واقعية قابلة للتطبيق وعادلة، تحول دون أن تنتهي تضحيات شعبنا إلى الفشل أو الاستسلام أو العار”.
ولفتت الانتباه إلى أن “الأوان قد حان لتجاوز الانقسامات، وتسميات “الخونة” أو “الموالين”، و”الأبطال” أو “الأشرار”، فهم بحاجة إلى الوحدة، والحوار، والمسؤولية من أجل التفكير جماعيًا في مستقبل لا يورث أجيالهم الشابة، وأراملهم، ومصابيهم، وأيتامهم، المزيد من الصدمات والوصمات”.
“لقد حان وقت الشجاعة الأخلاقية والتواضع السياسي”، تسترسل رسالة الحركة ‘للاعتراف بأن الخيار المسلح والاستراتيجية الحالية قد فشلت، ولكن ما زال بالإمكان بالإرادة والوضوح، بناء مخرج سياسي ،مشرف لا غالب فيه ولا مغلوب، بضمانات دولية، ويليق بكرامة وتطلعات شعبنا”.
“وبدلاً من مطاردة السراب والاستمرار في رحلات لا تؤدي إلى أي مكان”، أشارت الرسالة على الصحراويين بأن “المنطق والواقعية يدعواننا إلى التركيز على خيارات ممكنة تقوم على الحوار السياسي، وأطر تعايش مرنة، وتجارب قوميات معتدلة مثل کردستان العراق، والباسك، وكتالونيا، أو إيرلندا الشمالية في إنجلترا”.
ودعت حركة صحراويون من أجل السلام إلى “حوار عاجل مفتوح وصادق”، كما دعت قيادة البوليساريو بشكل جماعي أو فردي، وأعيان القبائل والمنظمات المدنية والمثقفين والأكاديميين، وجاليتنا في الشتات، إلى أن تلتقي بهم في أي مكان، لتبادل الأفكار والمقترحات، باسم المسؤولية التاريخية والأخلاقية التي نتقاسمها جميعا”.
وخلصت إلى أن “الوقت يداهمهم وعليهم أن التحرك قبل أن تتجاوزهم الأحداث وتضيع الفرصة الأخيرة، لأن التاريخ لن يكون رحيمًا بمن يختار الصمت أو التقاعس في لحظة حاسمة كهذه”.
يأتي هذا في ظل تزايد الدعم الدولي لمقترح الحكم الذاتي الذي يطرحه المغرب كحل وحيد للنزاع المفتعل حول مغربية الصحراء، والذي ترجمتها مواقف دول عظمى كان آخرها بريطانيا، فرنسا وإسبانيا، علاوة على دول إفريقية سحبت اعترافها بالبوليساريو وانضمت لقافلة المؤيدين للطرح المغرب، كان آخرها ما عبرت عنه غانا أمس,