لماذا وإلى أين ؟

تهيئة ساحة “سور المعكازين” تثير جدلا بطنجة (صور)

أثارت عملية ترميم ساحة “سور المعكازين” وسط مدينة طنجة، والتي تعرف أيضاً باسم “ساحة فارو”، موجة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، بين من اعتبرها “خطوة إيجابية نحو تجميل المدينة”، ومن وصفها بـ”عمل ارتجالي يفتقر لأدنى شروط الجودة”. فمع انتهاء الأشغال وافتتاح الساحة أمام العموم، انتشرت صور توثق لتشققات في الرخام، وعدم استواء الأرضية، بالإضافة إلى تغطية بعض النقوش البيضاء بطبقات من الأسمنت، ما أثار استياء الكثير من الطنجاويين الذين كانوا يترقبون مشروعاً بمستوى تطلعاتهم.

رواد مواقع التواصل لم يتأخروا في التعبير عن استنكارهم، حيث امتلأت الصفحات والمنصات بصور وتعليقات تنتقد ما وصفوه بـ”سوء الإنجاز”، مشيرين إلى أن الشركة المكلفة استعجلت تسليم الأشغال دون مراعاة معايير الجودة والديمومة. واعتبر بعضهم أن مثل هذه الأشغال تعكس فشلاً في تدبير المشاريع العمومية، وتُفرغ مفاهيم “التأهيل الحضري” من مضمونها الحقيقي، خاصة في مدينة بحجم طنجة التي تحاول فرض نفسها كوجهة سياحية ورياضية دولية، وتستعد لاحتضان تظاهرات رياضية قارية ودولية.

في المقابل، يرى آخرون أن الساحة الجديدة، رغم ملاحظاتهم حول جودة الأشغال، تبقى أحسن بكثير مما كانت عليه سابقاً، وأن مجرد ترميمها يُعد بادرة إيجابية يجب تطويرها لا محاربتها، داعين إلى نهج مقاربة تشاركية أكثر انفتاحاً على الكفاءات المحلية في ميادين التهيئة والتصميم الحضري.

وفي تصريح خص به الكاتب والروائي والمرشد السياحي يوسف شبعة الحضري، صحيفة “آشكاين” الإلكترونية، قال أن “ساحة سور المعكازين أو فارو، والتي خضعت لعملية الترميم، بالمقارنة مع ما كانت عليه، فهي أحسن نسبياً. انتظارات المواطنين كانت كبيرة، فالكل كان يتوقع أن تكون هذه الساحة بداية التصالح مع الفضاءات العمومية، خصوصاً أن لجنة الفيفا في تقريرها أكدت أن المدينة تفتقر للساحات العامة. غير أن الإسراع في الترميم وغياب الإتقان أفسد جمالية الساحة التاريخية، والتي من أسمائها ‘للافريجة’. 

واسترسل شبعة قائلا :”نأمل في إصلاح نافورة ساحة تاسع أبريل، التي بدورها تعد واحدة من أهم ساحات المدينة، حيث يمكن أن تتحول إلى ساحة احتفالات، كما اشتهر سوق واقف في قطر إبان المونديال. لماذا لا نروج لساحاتنا في الملتقيات الرياضية القادمة؟”

وأضاف المتحدث في ملاحظة تفصيلية، أنه “بالمقارنة على ما كانت عليه، تبقى صورة ساحة سور المعكازين أحسن. أما أرضية الساحة، فالرخامات المستعملة السوداء من الدرجة الثانية وبعضها مشقوق، وكذا الرخامات البيضاء المنقوشة من نفس الدرجة غطتها طبقات من الأسمنت أثناء عملية تصفيفها. أيضاً، الأرضية جزء منها غير مستوٍ، وإذا تساقطت الأمطار فلن تصمد الرخامات في شكلها الحالي يوماً واحداً. خلاصة القول: غياب اللمسة الأخيرة.”

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

3 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
مواطن غيور
المعلق(ة)
7 يونيو 2025 19:26

تخطيط ورسم عناصر وأشكال ولون الزليج والمزهريات و مدى وتناسقها لا يتناسب مع قيمة المكان ساحة ” سور المعكازين ” التحفة المعمارية والتاريخية؛ كان الأجدر بالمسؤولين إشراك عدد كبير من المتدخلين من مهندسين وفنانين ومجتمع مدني لبلورة مقترح مشروع في أحلى حلة تليق بهذا المكان آنذاك يمكن للإدارة المعنية فتح طلب عروض أثمان بالمباراة لا من حيث الدراسات المعمارية أو التقنية ولا من حيث إنجاز الأشغال وتتبعها.

ابو زيد
المعلق(ة)
7 يونيو 2025 13:27

هذا من نتائج منح الصفقات لشركات تقوم بمنحها بالمناولة مع الاعتماد على يد عاملة غير مؤهلة في مدينة تعرف زحفا اسمنتيا متوحشا و حيث اصبح التنافس في الديكور على أشده و اصبح لزاما على الحرفي ان يبدع و يخترع…فإذا بنا نفاجئ بهذا المستوى من العمل و الاوراش!!
فعلا الانسان بطبعه لا يقبل النكوص فالاشغال تعرف رداءة في الإنجاز…
و لربما كان من الأولى التقليل من الاوراش و انجاز ما يمكن اتقانه و التحكم فيه…و لكم في شركات صباغة الواجهات خير دليل على ذلك!! العكر على…

احمد
المعلق(ة)
7 يونيو 2025 12:04

يبدو ان من قام بهذه الوساخة غير محترف في تركيب الزليج.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

3
0
أضف تعليقكx
()
x