لماذا وإلى أين ؟

تارودانت.. الاستقلال والبام يعلنان فك الارتباط مع الأحرار

في مشهد يعكس هشاشة التحالف الحكومي على المستوى المحلي، تشهد جهة سوس ماسة بداية تصدّع واضح داخل التحالف الثلاثي المشكل من حزب التجمع الوطني للأحرار، حزب الأصالة والمعاصرة وحزب الاستقلال، بعد أن تفجّرت خلافات حادّة في إقليم تارودانت حول تقاسم المناصب، لتتحوّل تدريجياً إلى انقسام وطلاق سياسي معلن.

القصة بدأت من مجموعة الجماعات للصحة قطب أولاد تايمة، حيث قرّر حزب التجمع الوطني للأحرار الاستحواذ الكامل على تشكيلة المكتب المسير، مُقصياً بذلك حليفيه في الحكومة من حزبي الأصالة والمعاصرة والاستقلال، في خرق لما تم التوافق عليه في ميثاق الشرف الذي وُقّع بين مكونات التحالف الثلاثي على المستويات الوطنية والجهوية والمحلية.

رد الفعل لم يتأخر، إذ اختار أعضاء المجلس الإقليمي لتارودانت المنتمون لـ”البام” والاستقلال مقاطعة دورة يونيو العادية، ما تسبّب في غياب النصاب القانوني وعجز المجلس عن الانعقاد، في خطوة تصعيدية جاءت كردّ مباشر على إقصائهم من تركيبة المكتب المذكور.

الأزمة بلغت ذروتها حين أصدر حزبا الأصالة والمعاصرة والاستقلال بلاغًا مشتركًا أعلنا فيه فكّ الارتباط مع حزب التجمع الوطني للأحرار على مستوى إقليم تارودانت، واتهماه بـ”الانفرادية” و”خرق روح التحالف والتوافق”. وهي خطوة فتحت الباب أمام سلسلة من الهزات الارتدادية قد تمتد إلى باقي جماعات سوس ماسة، خاصة مجلس الجهة وجماعة أولاد تايمة، وعدد من الجماعات الأخرى التي تُسير بنفس التحالف.

ورغم أن هذا الانقسام ما يزال محصورًا محليًا حتى الآن، إلا أنه يعكس خللاً في تدبير التحالفات السياسية على مستوى الجماعات، حيث تتحوّل التفاهمات الوطنية إلى مجرد شعارات أمام مغريات “التحكم في القرار المحلي”، لتُفتح بذلك شهية الصراع على المناصب والهيمنة بدل تقاسم المسؤولية.

في جهة تُعد من أبرز الخزانات الانتخابية بالمملكة وتلعب دورًا محوريًا في توازنات المشهد السياسي، فإن ما يحدث في تارودانت قد لا يبقى مجرد حادث عابر، بل ينذر بتداعيات قد تعصف بثبات التحالف الثلاثي برمّته، خصوصًا إذا ما انتقلت العدوى إلى أقاليم أخرى تواجه بدورها اختلالات مماثلة.

فهل يُعيد التحالف الثلاثي الحكومي حساباته قبل فوات الأوان؟ أم أن جهة سوس ماسة ستكون الشرارة الأولى التي تُسقط صورة “الانسجام الحكومي” الذي تروج له الأغلبية الحكومية أمام صراعات النفوذ والإستفراذ بالمناصب؟

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
مريمرين
المعلق(ة)
13 يونيو 2025 09:56

أحزاب التحالف الحكومي بدأت بتبديل جلدها
للنصب على المواطنين مرة ثانية ، لكن المؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين..

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x