2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

حل ممثلو القيادة المشتركة لقوات الحلف الاطلسي “ناتو” بالمغرب، الأسبوع المنصرم، لتأطير تداريب لوفود من عدة دول في تداريب نوعية تتعلق بتدبير الأزمات حماية المدنيين.

وأفاد بلاغ للقوات المسلحة الملكية أنه “في إطار التعاون العسكري بين المملكة المغربية وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، وبمشاركة ممثلي القيادة المشتركة لقوات الحلف في نابولي بإيطاليا، إلى جانب وفود من الأردن، تونس، مصر، موريتانيا، والاتحاد الإفريقي، احتضنت القوات المسلحة الملكية، في الفترة الممتدة من 09 إلى 13 يونيو 2025، فعاليات الورشة الثانية لتمرين “REGIONAL ENDEAVOUR 2025” (REGEND-25)، المنظمة تحت شعار: المساهمة العسكرية في الأمن الإنساني، الإعداد والقدرة على الصمود (CIMIC)”.

و أوضح البلاغ أن “هذا الحدث الإقليمي، المنظم بشراكة مع حلف الناتو، يهدف إلى تعزيز التنسيق وتبادل الخبرات بين الشركاء الإقليميين والدوليين، حول الأدوار الحيوية التي تضطلع بها القوات المسلحة في دعم الجهود الإنسانية وإدارة الأزمات”.

وكان لافتا في التدريب تطرقه لـ”سلسلة من العروض النظرية والتمارين التطبيقية، التي ركزت على محاور أساسية مثل: تعزيز الصمود، حماية المدنيين، الحفاظ على الممتلكات الثقافية، وتعزيز أجندة المرأة والسلام والأمن (WPS)”، حيث أشار البلاغ إلى أن “تنظيم هذا اللقاء يأتي ليؤكد التزام المملكة المغربية بدعم الأمن والاستقرار الإقليميين، وتكريس قيم العمل المشترك والتعاون متعدد الأطراف مع الدول الصديقة والشريكة”، وهو ما يفتح الباب لتساؤلات عن دلالات وأبعاد اختيار المملكة لهذا التدريب ودواعي اختيار هذه المواضيع في ظل الوضع الدولي الحالي.

وفي هذا السياق، أوضح الخبير العسكري المغربي، عبد الرحمان مكاوي، أنه “من الناحية العسكرية، ينبغي التمييز بين تدبير المخاطر وتدبير الأزمات، فتدبير المخاطر يهدف إلى استشراف الأخطار واستباقها، والسيطرة عليها بما فيها المخاطر المحتملة، قريبةَ المدى أو متوسطةَ أو بعيدة المدى، مع تحديد الوسائل والأعتاد التي يُمكن توظيفُها، إلى جانب العناصر البشرية الكفيلة بالسيطرة على هذه المخاطر، بينما تدبيرُ الأزمات، فينصَبُّ على السيطرة على الأخطار عند وقوعها، وما قد يترتّب عنها من فوضى”.
وأكد المكاوي، في حديثه لـ”آشكاين”، على أن “التمرين الذي جرى بين حلف الناتو وبعض شركائه، كالمغرب ومصر ودول أخرى صديقة للناتو، يأتي في سياق الاهتزازات والتحوّلات الجيواستراتيجية التي يشهدها العالم”.

وأشار إلى أن “تدبير الأزمات في العالم، جرت العادةُ في جميع الجيوش أن تُوجد خليّةٌ للأزمات، سواء على مستوى القوات المسلحة، أو على مستوى الوزارات الداخلية، أو على مستوى الأجهزة الأمنية والاستخباراتية، كما توجد خليّةٌ للأزمات على مستوى الدولة، تضم الوزراء المعنيين بدرء الأخطار وإدارة الأزمات، غير أنه ينبغي التمييز بين تدبير المخاطر (Risk Management) وتدبير الأزمات (Crisis Management)، إذ يختلفان من حيث الأهداف والوسائل والفاعلين في تدبير المخاطر والأزمات”.
وتابع أنه “إذا ما وقعت الأزمةُ وتبعتها الفوضى جراء أخطار معينة، تبرز أساليب تعزيز الصمود، ولاسيما في مواجهة الإشاعات والأخبار الكاذبة، والآثار السلبية للذكاء الاصطناعي، كما رأينا في الحرب الدائرة بين إسرائيل وإيران”.
ويرى مكاوي أن “تعزيزُ صمود المواطنين، وحماية المدنيين وممتلكاتهم، هو من صميم تدبير الأزمات، إذ أن تدبيرَ الأزمات يعني السيطرةَ على الخطر، ثم تعزيزَ تماسك المجتمع في مواجهة كل العوامل الجانبية، كالإشاعات والتضليل والدعاية أو البروباغندا، التي تهدف إلى زعزعة الاستقرار”.
وخلص إلى أن “هذا النوع من التمارين، غالبًا ما يحضره ضباطٌ متخصّصون، من ضباط القوات الخاصة، أو الضباط المختصين في التدبير الاجتماعي والاقتصادي والتمويني، إذ أن كل هؤلاء الضباط، الذين يعنون بتدبير الأزمات، يشاركون في مثل هذه التمارين المهمة، التي تهدف إلى درء الفوضى عن المجتمع”.