2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
خنق شرطي لمهاجر مغربي يخرج المئات للاحتجاج بمدريد (صور)

شهدت مدينة تورِّيخون دي أردوث ضواحي العاصمة مدريد، أمس السبت موجة احتجاجات عارمة قادتها الجالية المغربية، بمساندة مهاجرين آخرين وإسبان، تنديدًا بوفاة المهاجر المغربي عبد الرحيم، البالغ من العمر 35 سنة، بعدما أقدم شرطي بلدي على خنقه باستعمال تقنية “الماتاليون” المثيرة للجدل.
وحسب مصادر إعلامية إسبانية فقد تجمّع نحو 250 شخصاً في ساحة إسبانيا، استجابة لدعوة من منصة “كورّيدور إن لوثا”، تعبيراً عن الغضب والمخاوف من تنامي ما وصفوه بـ”العنصرية المؤسسية”. ورفعت خلال الوقفة شعارات من قبيل: “لا أحد غير شرعي”، و”كفى من عنف الشرطة”، بينما حضر والد الضحية متأثراً، مطالباً بتحقيق العدالة: “حتى إن كان قد أخطأ، كان من المفروض أن يُحاكم بالقانون لا أن يُقتل”.

الاحتجاجات عبرت عن غضب واسع تجاه استمرار الإفلات من العقاب، خاصة بعد قرار وضع الشرطي المتورط تحت المراقبة القضائية دون اعتقال. واعتبر العديد من المشاركين أن ما وقع “جريمة عن سبق إصرار”، رافضين توصيف الحادث بـ”القتل غير العمد”، في ظل وجود شهود أكدوا استمرار عملية الخنق لفترة طويلة.
كما نددت الجالية المغربية بحالة الخوف المتزايدة وسط المهاجرين، خاصة بعد الحادث. وعبّر عدد من النساء عن صدمتهن قائلين: “إذا كان عبد الرحيم مذنباً، فهناك محاكم، أما أن يُقتل بهذه الطريقة، فهذا غير مقبول”، فيما أكدن أن العنصرية باتت تطال حتى المولودين في إسبانيا.

وعرفت الوقفة مشاركة قوية للشباب، حيث صرّح أحدهم بأنه يعرف عبد الرحيم وكان يعاني من اضطرابات نفسية مثبتة طبياً، معتبراً أن تعامل الشرطي معه كان “غير إنساني وخارج القانون”، مضيفاً: “كل واحد منا يمكن أن يكون عبد الرحيم في أي لحظة”.
المنصة المنظمة للاحتجاج ذكّرت بسوابق عنف الشرطة ضد المهاجرين، واستحضرت أسماء ضحايا آخرين لعنف الشرطة. كما شددت على ضرورة التعبئة العمالية الشاملة لمواجهة ما وصفته بـ”الهجوم العنصري للنظام”، مؤكدة أن “أي حياة لا تقل قيمة عن الأخرى”.
وخُتمت الوقفة برسالة تضامن قوية من الحضور مع عائلة الضحية، وسط ترديد شعارات تؤكد استمرار النضال ضد العنف والتمييز، أبرزها: “أنتم لستم وحدكم، نحن معكم”.

