2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

في كشف علمي مثير، أظهرت دراسة حديثة أجراها علماء إسبان أن تشكل جزر الكناري لم يكن نتيجة لنشاط نقطة ساخنة ثابتة في وشاح الأرض، بل بسبب كسور في الغلاف الصخري ناجمة عن التفاعل مع جبال الأطلس المغربية.
نُشرت الدراسة في المجلة العلمية المرموقة “مراجعات علوم الأرض” (Earth-Science Reviews)، وأجراها فريق متعدد التخصصات من جامعة كومبلوتنسي بمدريد، وجامعة لا لاغونا، والمعهد الإسباني للجيولوجيا والتعدين (IGME-CSIC).
ووفقًا لصحيفة “لا رازون”، خلص العلماء إلى أن تكوّن الجزر يعود إلى تشققات في الغلاف الصخري نتجت عن التفاعل بين الصفيحة الأفريقية وجبال الأطلس.
تُسلط الدراسة الضوء على ثلاث نقاط رئيسية تتناقض مع نظرية النقاط الساخنة التقليدية: غياب قناة عمودية للصهارة فعلى عكس هاواي، حيث توجد قناة عميقة لارتفاع الصهارة، لم يُكتشف مثل هذا الهيكل في جزر الكناري رغم عقود من الدراسات الجيوفيزيائية الانفجارات البركانية المتزامنة.
تُظهر السجلات التاريخية والجيولوجية أن عدة جزر كنارية شهدت نشاطًا بركانيًا في الوقت نفسه، مما يُشير إلى وجود آلية مختلفة عن تلك التي تُسببها النقطة الساخنة والارتفاع التكتوني غير الطبيعي بينما تغرق براكين هاواي بمرور الوقت، شهدت بعض مناطق جزر الكناري، مثل فويرتيفنتورا، ارتفاعات تصل إلى 2000 متر، مما يدل على وجود قوى رفع تكتونية.
يعتقد الباحثون أن تكوين الأرخبيل يرتبط ارتباطًا وثيقًا بحركة الصفائح التكتونية أكثر من ارتباطه بظواهر الوشاح العميق وتفترض الفرضية الجديدة أن الضغوط الناتجة عن الاصطدام والتفاعل بين الصفيحة الأفريقية وجبال الأطلس تسببت في تصدعات عميقة في القشرة المحيطية ومن المحتمل أن هذه التصدعات سمحت بارتفاع الصهارة وتكوين جزر بركانية.
لا تُفسر هذه الفرضية طول مدة النشاط البركاني في جزر الكناري، والتي تمتد لأكثر من 20 مليون سنة في بعضها فحسب، بل تُفسر أيضًا ظواهر جيولوجية غامضة، مثل وجود رواسب بحرية عالية الارتفاع في فويرتيفنتورا، التي تُشير إلى عمليات رفع تكتونية نشطة.
يُؤكد مؤلفو الدراسة أن هذا الاكتشاف “يُغير فهمنا للمخاطر البركانية في الأرخبيل”، موضحين أن “الثورات البركانية لن تتبع نمط هجرة مُتوقعًا، بل قد تحدث في نقاط متعددة عبر الإقليم، تبعًا للديناميكيات التكتونية الإقليمية”.
يُذكر أن دراسة سابقة قد أشارت إلى أن السكان الأصليين لجزر الكناري من ذوي الأصول المغربية، مما يزيد من الروابط التاريخية والجغرافية بين الأرخبيل والمملكة المغربية.
بالاضافة للاصل الجيلوجي لجزر الكناري هناك اصل عرقي وبيولوجي يؤكد ان جل سكان جزر الكناري الاصليين هم مغاربة من اصل أمازيغي وعربي رغم نطقهم بالاسبانية.