2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

قضت المحكمة الإدارية بطنجة، في حكم ابتدائي، بتغريم وزارة التجهيز والماء مبلغ 628.200 درهم، أي ما يفوق 62 مليون سنتيم، كتعويض لفائدة ورثة “عبد العزيز ب.”، وذلك بسبب إحداث طريق عمومية فوق عقارهم الخاص الموجود بالجماعة القروية ملوسة التابعة ترابيا لجماعة الفحص أنجرة ضواحي طنجة، دون سلك المساطر القانونية لنزع الملكية أو الاقتناء بالتراضي.
ويعود أصل القضية وفق مصادر خاصة إلى قيام الوزارة بفتح طريق فوق العقار المسمى “بن حمو” الواقع بولاية طنجة إقليم الفحص أنجرة الجماعة القروية ملوسة، والذي تبلغ مساحته أزيد من 4 هكتارات و20 آر و50 سنتيار، حسب ما هو ثابت من الرسم العقاري عدد 61/55171.
وقد أكد ورثة المالك في شكاية رسمية تقدموا بها أنهم فوجئوا بهذا الترامي دون سابق إشعار أو اتفاق، وهو ما أضر بمصالحهم، خصوصًا بعد تقسيم العقار إلى جزأين غير قابلين للاستغلال بالشكل المطلوب.
وقد أرفق المتضررون حسب المصادر ذاتها شكايتهم بمحضر معاينة أنجزه مفوض قضائي بتاريخ 13 غشت 2024، يثبت واقعة الترامي المادي على العقار. واعتبرت المحكمة أن ما أقدمت عليه الوزارة يُعد خرقًا للدستور، الذي يضمن في الفصل 35 الحق في الملكية، وكذا لمقتضيات مدونة الحقوق العينية التي تشترط التعويض العادل واللجوء للمساطر القانونية في حالات نزع الملكية.
وأكد الحكم القضائي أن لجوء الإدارة إلى الاعتداء المادي بدل المساطر القانونية بات سلوكًا مرفوضًا وغير مستساغ، داعيًا إلى ردع مثل هذه التصرفات لما لها من أثر سلبي على مبدأ المشروعية، وعلى الحقوق الدستورية للمواطنين. كما شدد على أن التعويض يجب أن يكون كاملاً وعادلاً.
4 هكتارات ب62 مليون فقط، إذا كانت هذه هي قيمة التعويض الذي حكمت به المحكمة لجبر الضرر بصفة نهائية، وتمليك الارض للجهة المترامية، فالترامي على الملك الخاص هو أفضل من سلوك مسطرة نزع الملكية، ويمكن ان يصبح هذا السلوك مستقبلا عقيدة منتهجة لكل من يريد سرقة ارض في ملك اصحابها، وتصبح هذه الصيغة نوع من السرقة الموصوفة المدعومة بالاحكام البعدية.