2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
مختلون عقليا يروعون طنجة

تعيش مدينة طنجة على وقع سلسلة من الحوادث الخطيرة التي يتسبب فيها أشخاص يعانون من اضطرابات عقلية، في ظل تساؤلات ملحة حول فعالية الإجراءات المتبعة في التعامل مع هذه الفئة، خاصة في ظل الإفراج السريع عن بعضهم رغم الخطر الذي قد يشكلونه على المجتمع.
في حادثة تكررت بشكل مقلق، عاد شخص يعاني من اضطرابات عقلية إلى ترويع سكان حي “حومة الشوك”، يوم أمس الأربعاء (25 يونيو)، رغم توقيفه قبل أقل من يومين بعد تهديده للمارة بسلاح أبيض. وقد سبق للسلطات أن قامت بإيداعه مستشفى الرازي للأمراض العقلية ببني مكادة، غير أنه أُفرج عنه بعد أقل من 48 ساعة في ظروف لازالت غير واضحة، ليعود من جديد إلى الشارع متسببا في موجة من الذعر بين السكان.
أم وابنتها تنجوان من محاولة قتل
وفي واقعة منفصلة لا تقل خطورة، عاشت ساكنة منطقة العوامة لحظات عصيبة مساء أمس، بعدما احتجز مختل عقلي والدته وشقيقته داخل منزلهم وهدد بقتلهما قبل أن يحاول إنهاء حياتهما عن طريق تسريب الغاز من قنينة كبيرة، مما أثار حالة من الذعر في الحي بأكمله.
وقد تدخلت المصالح الأمنية وعناصر الوقاية المدنية بشكل بطولي، حيث جرى اقتحام المنزل وتخليص الضحيتين، بينما تمت السيطرة على المعني بالأمر باستخدام مسدس كهربائي قبل توقيفه. وقد تم نقل الضحيتين إلى المستشفى لتلقي العلاجات اللازمة، وسط ارتياح كبير في صفوف سكان الحي الذين عاشوا دقائق مرعبة.
تفاعل السلطات لا يكفي
الحادثان وحوادث أخرى مشابهة أعادت إلى الواجهة النقاش المجتمعي حول ضرورة مراجعة أساليب التعاطي مع حالات المرض العقلي، حيث يرى عدد من المتابعين أن الإفراج السريع عن المختلين الخطرين من مستشفى مراض العقلية بطنجة دون متابعة طبية كافية قد يؤدي إلى كوارث إنسانية. كما يُسجل غياب مراكز مهيأة للاحتواء والمتابعة النفسية المستمرة لهؤلاء المرضى، مما يُحولهم إلى قنابل موقوتة تهدد أسرهم ومحيطهم.
ويأمل السكان أن تتم مراجعة القوانين والإجراءات الخاصة بالاستشفاء الإجباري والمراقبة الطبية، خاصة بالنسبة للأشخاص الذين يشكلون خطرا على أنفسهم أو على الآخرين، وذلك تفادياً لتكرار هذه الحوادث المؤلمة التي أصبحت شبه يومية في بعض أحياء طنجة.