2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
هذه قصة إلغاء مشروع أطول خط كهرباء بحري في العالم بين المغرب وبريطانيا

في تحول غير متوقع، أعلنت الحكومة البريطانية تراجعها عن دعم مشروع ربط كهربائي بحري عملاق كان من المقرر أن يصل المغرب بالمملكة المتحدة عبر أطول خط كهرباء بحري في العالم، يمتد على مسافة تقارب 3،800 كيلومتر تحت سطح البحر.
المشروع الذي أثار منذ إطلاقه اهتمامًا دوليًا واسعًا، كان يُنظر إليه كجسر استراتيجي لنقل الطاقة النظيفة من الصحراء المغربية إلى ملايين المنازل البريطانية، غير أن القرار المفاجئ يضع مستقبل هذا الحلم الطاقي موضع شك.
كان المشروع الطموح الذي تطوّره شركة “إكس لينكس” البريطانية يهدف إلى نقل الكهرباء المتجددة المنتجة من الشمس والرياح المغربية إلى بريطانيا، بتكلفة تقدر بـ 25 مليار جنيه إسترليني (أكثر من 34 مليار دولار). وكان من المنتظر أن يزوّد ما يقارب 7 ملايين منزل بريطاني بالطاقة النظيفة بحلول عام 2030، في وقت تتسابق فيه الدول الأوروبية لتأمين إمداداتها الطاقية من مصادر بديلة ومستدامة.
ففي بيان رسمي قُدم للبرلمان البريطاني، صرح وزير الطاقة؛ مايكل شانكس، بأن المشروع “لا يصب في المصلحة الوطنية للمملكة المتحدة في الوقت الراهن”، مؤكدًا أن الأولوية تُمنح حاليًا لمشاريع توليد الطاقة المحلية داخل بريطانيا، تماشيًا مع رؤية الحكومة لتقوية السيادة الطاقية وتخفيف الاعتماد على الربط الخارجي.
ورغم أن البيان لم يُغلق الباب نهائيًا أمام التعاون المستقبلي، إلا أن تجميد الدعم الحكومي يُفهم كموقف سياسي واضح بعدم الرهان على مشروع ما زال في مراحله التمهيدية، رغم وعوده الطموحة.
القرار البريطاني أثار تساؤلات عديدة حول مدى التزام المملكة المتحدة بتحقيق أهدافها المناخية وخططها لتوسيع الاعتماد على الطاقات المتجددة. كما يطرح علامات استفهام بشأن أولويات الاستدامة، في وقت تُواجه فيه أوروبا أزمة طاقة خانقة وتبحث عن بدائل استراتيجية على المدى الطويل.
وبالنسبة للمغرب، فإن القرار يُعدّ خسارة مؤقتة لمشروع استراتيجي كان سيعزز مكانته كمصدّر رئيسي للطاقة الخضراء إلى القارة الأوروبية. غير أن ما يملكه المغرب من بنية تحتية قوية في مجال الطاقات المتجددة وموقعه الجغرافي المتميز قد يُعيد هذا المشروع للحياة من بوابة شراكات جديدة، سواء مع فاعلين أوروبيين آخرين أو من خارج القارة.
رغم قرار التراجع، لم تُغلق كل الأبواب. فالشراكة المغربية البريطانية في مجالات الطاقة ما تزال قائمة في مجالات أخرى، والمغرب يواصل جذب الاستثمارات في مشاريع الهيدروجين الأخضر، والطاقة الشمسية والريحية. وقد تكون إعادة طرح المشروع بشروط مختلفة، أو إشراك تكتلات دولية، مدخلاً لتفعيل هذا الربط الكهربائي التاريخي في المستقبل.
قصور تبنى من الرمال. واحلام يمحوها النهار.
تراجعت بريطانيا عن التعاون مع المغرب في عهد السلطان المولى سليمان ضد محاصرة وتوسعات نابليون في إسبانيا عام 1802؛في هذا العام عقدت بريطانيا معاهدة مع إسبانيا لتشجيع مقاومة إسبانيا ضد نابوليون الذي كان يريد احتلال إسبانيا وانتزاع منطقة جبل طارق من الاحتلال البريطاني والسيطرة على سبتة ومليلية المحتلتين من إسبانيا بالمغرب. مما أدى إلى إنهاء التعاون المغربي البريطاني ضد وتوسعات نابوليون ومحاصرته. كان البارحة 1802هي2025 اليوم كان المغرب ينوي استرجاع مدينتيه السليبتين. لكن المغرب اليوم في عهد الملك محمد السادس لن يسلك سياسة الاحترازو الانغلاق نحو أوربا بل سيبحث عن تعاونات ينفتح ويفتحها داخل أوربا وخارجها لاستمرار في نهجه الطاقي البديل