2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

شهدت الأيام الأخيرة استفادة عدد من المهاجرين غير النظاميين من الضباب الكثيف الذي غطى سواحل مدينة سبتة المحتلة، حيث استُخدم هذا الطقس كغطاء طبيعي للعبور السري من سواحل الفنيدق نحو الضفة المقابلة. وُصفت هذه المحاولات بأنها من بين الأخطر، إذ يصعب على السلطات البحرية رصد السباحين وسط انعدام الرؤية، وتبقى صرخاتهم، أحياناً، الإشارة الوحيدة لوجودهم.
وبالرغم من تكثيف المراقبة من طرف دوريات البحرية المغربية ونظيرتها الإسبانية، فإن ضعف الرؤية أعاق بشكل كبير عمليات الرصد والتدخل، خصوصاً أن بعض محاولات العبور تتم عبر قوارب صيد صغيرة تقذف بالمهاجرين في عرض البحر قريباً من الشاطئ، ما يزيد من صعوبة تعقبهم أو اعتراضهم.

نجح عدد من المهاجرين، من بينهم قاصرون، في بلوغ الأراضي الإسبانية دون أن يُكشف أمرهم، حيث يبادرون فور وصولهم إلى التخلص من ملابسهم المبللة والاختفاء في الأزقة أو بين البنايات المهجورة. وغالباً ما ينتهي المطاف بالبعض منهم في شوارع سبتة المحتلة، أو في مخيمات عشوائية أقيمت داخل المنطقة الصناعية “تراخال”، حيث يعيشون في ظروف إنسانية قاسية.
وتحولت بعض زوايا المنطقة الصناعية إلى مأوى مؤقت للوافدين، إذ ينام العديد من القاصرين والشبان على فرش مهترئة وتحت بطانيات من الكرتون، وسط غياب شبه تام للموارد الأساسية. هذه الأوضاع دفعت سكان وتجار منطقة “تراخال” إلى المطالبة بتدخل عاجل للسلطات من أجل تعزيز الأمن وتحسين الوضع داخل هذه المساحات التي باتت مأوى للبؤس واليأس.

