لماذا وإلى أين ؟

الضباب ينعش الهجرة السرية سباحةً بين الفنيدق وسبتة المحتلة (صور)

شهدت الأيام الأخيرة استفادة عدد من المهاجرين غير النظاميين من الضباب الكثيف الذي غطى سواحل مدينة سبتة المحتلة، حيث استُخدم هذا الطقس كغطاء طبيعي للعبور السري من سواحل الفنيدق نحو الضفة المقابلة. وُصفت هذه المحاولات بأنها من بين الأخطر، إذ يصعب على السلطات البحرية رصد السباحين وسط انعدام الرؤية، وتبقى صرخاتهم، أحياناً، الإشارة الوحيدة لوجودهم.

وبالرغم من تكثيف المراقبة من طرف دوريات البحرية المغربية ونظيرتها الإسبانية، فإن ضعف الرؤية أعاق بشكل كبير عمليات الرصد والتدخل، خصوصاً أن بعض محاولات العبور تتم عبر قوارب صيد صغيرة تقذف بالمهاجرين في عرض البحر قريباً من الشاطئ، ما يزيد من صعوبة تعقبهم أو اعتراضهم.

نجح عدد من المهاجرين، من بينهم قاصرون، في بلوغ الأراضي الإسبانية دون أن يُكشف أمرهم، حيث يبادرون فور وصولهم إلى التخلص من ملابسهم المبللة والاختفاء في الأزقة أو بين البنايات المهجورة. وغالباً ما ينتهي المطاف بالبعض منهم في شوارع سبتة المحتلة، أو في مخيمات عشوائية أقيمت داخل المنطقة الصناعية “تراخال”، حيث يعيشون في ظروف إنسانية قاسية.

وتحولت بعض زوايا المنطقة الصناعية إلى مأوى مؤقت للوافدين، إذ ينام العديد من القاصرين والشبان على فرش مهترئة وتحت بطانيات من الكرتون، وسط غياب شبه تام للموارد الأساسية. هذه الأوضاع دفعت سكان وتجار منطقة “تراخال” إلى المطالبة بتدخل عاجل للسلطات من أجل تعزيز الأمن وتحسين الوضع داخل هذه المساحات التي باتت مأوى للبؤس واليأس.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x