لماذا وإلى أين ؟

الجمعية الدولية للسوسيولوجيا ترد على دعوات مقاطعتها: إجراء يؤدي لإسكات الأصوات الفلسطينية

 خرجت الجمعية الدولية لعلم الاجتماع عن الصمت تجاه الدعوات العالمية الواسعة لمقاطعة منتداها الدولي المنعقد أوائل الشهر المقبل بجامعة محمد الخامس بالرباط، لمشاركة باحثين إسرائيليين، معتبرة ذلك يضر بالقضية الفلسطينية أكثر من نصرتها.

وأكدت الجمعية في بيان رسمي حديث، مشاركة العالم غضبه من الإبادة الجماعية المستمرة في غزة، مضيفة أنها “سبق وأن أصدرت ثلاث بيانات رسمية منذ أكتوبر 2023، تطالب بوقف الحرب والانتهاكات، وإنهاء الاحتلال والاستعمار الإسرائيلي في فلسطين، ورفع الحصار، وضمان حق العودة، وحماية حرية التعبير الأكاديمي، حيث لطالما دافعت عن حرية الأكاديميين الذين تعرضوا للاضطهاد بسبب مواقفهم من هذا النزاع، بما في ذلك علماء اجتماع إسرائيليون ندّدوا بالحرب وتعرضوا لعواقب مهنية وشخصية جسيمة، بما في ذلك النفي”.

وأضافت الجمعية الدولية للسوسيولوجيا عدم “ربطها أي علاقة مؤسسية بالجامعات أو الحكومة الإسرائيلية، وأنها ترحب بمشاركة الباحثين الأفراد من مختلف الجنسيات، بمن فيهم الإسرائيليون الذين يعارضون سياسات حكومتهم، تماماً كما تستقبل باحثين روسا يعارضون الحرب في أوكرانيا”.

وأشار البيان إلى أن “المنتدى المقرر في الرباط يُنظم من قبل 68 لجنة بحثية مستقلة، لا تمثل حكومات أو دولاً، وسيشهد حضوراً واسعا لأكثر من 100 دولة، من بينهم باحثون فلسطينيون أُعفوا من رسوم التسجيل ويتم دعمهم لوجستياً للسفر، تأكيدا على مركزية القضية الفلسطينية في هذا الحدث”.

وفي هذا الصدد حذرت الجمعية من أن المقاطعة قد “تؤدي إلى إسكات الأصوات الفلسطينية بدلاً من تعزيزها، حيث إن عدداً من الباحثين الفلسطينيين عبروا عن دعمهم الصريح لعقد المنتدى، كما أنه سيتم تخصيص عدة جلسات رئيسية للقضية الفلسطينية، لأن التضامن مع فلسطين جزء جوهري من رسالة المنتدى الدولي، كما ستُجدّد مراسم الافتتاح والاختتام إدانة الإبادة الجماعية في غزة والتأكيد على التضامن مع المجتمعات التي تواجه العنف المنهجي والتهجير”.

ووجه البيان “دعوة مفتوحة للداعين إلى المقاطعة لإعادة التفكير في جدوى استهداف حدث تنظمه لأول مرة دولة عربية، ويحمل في قلبه رسالة تضامن قوية مع القضية الفلسطينية”، مضيفا أن المنتدى الدولي “ليس منصة صامتة، بل فضاء للمساءلة، والنقد، والعدالة”.

يُذكر أن الإعلان عن تقديم ورقة بحثية بجامعة محمد الخامس بالرباط حول “صمود ونهوض الإسرائليين بعد هجمات السابع من أكتوبر”، ضمن فعاليات الملتقى الدولي للسوسيولوجيا المزمع عقده بداية الشهر المقبل، قد فجر دعوات مقاطعة أكاديمية دولية واسعة النطاق.

وبمجرد الإعلان عن برنامج الملتقى الدولي لعلم الاجتماع المنظم من طرف الجمعية الدولية لعلم الاجتماع، أصدر أساتذة وطلبة باحثين بيانات وبلاغات تؤكد انسحابهم ومقاطعتهم للتظاهرة الدولية الأكاديمية.

ويُشار إلى أن جل الجامعات العالمية، تشهد في الأشهر الأخيرة تحركات احتجاجية واسعة مناهضة لأي مشاركة أكاديمية إسرائيلية ضمن أية فعاليات أو تظاهرات بحثية.

وتتهم هذه التحركات العالمية، الجامعات والمؤسسات البحثية الإسرائيلية بالمشاركة الفعلية والمباشرة فيما تسميه “حرب الإبادة الجماعية” المرتكبة من طرف جيش الاحتلال في حق الشعب الفلسطيني بقطاع غزة المحاصر والمدمر كليا.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
احمد
المعلق(ة)
30 يونيو 2025 11:29

هذا المقال التبريري كان من الممكن تفهمه لو لم يكن موضوع المشاركة الاسرائيلية موضوعا سياسيا بحتا، ويرتبط مباشرة بحرب السابع من اكتوبر وما ترتب عنها من تقتيل جماعي للفلسطينيين وأصرار على تقتيل وتجويع الفلسطينيين لم يتوقف لحد كتابة هذا المقال، ويرتئي من يسمي نفسه باحتا إسرائيليا ان يجعل من مجازر مابعد ٧ اكتوبر وجها لصمود الاسرائيليين وليس حرب إبادة للفلسطنيين. أليس هذا العرض جوبا مستفزا لتعاطف المغاربة مع القضية الفلسطينية وردا وقحا على موقف الدولة المغربية التي طالبت بوقف الاعتداء وفتح المعابر للمساعدت.؟

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x