2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
بداية التشتت.. لعنة بلفقيه تطارد “البام” بكلميم

بعد سنوات من الصمت الحذر، بدأ حزب الأصالة والمعاصرة بكلميم يدخل نفق التفكك الداخلي، في مشهد يعيد إلى الأذهان قضية الراحل عبد الوهاب بلفقيه، الذي اختار أن ينهي حياته بطلق ناري عقب رفض منحه التزكية للترشح لرئاسة جهة كلميم واد نون، في قرار مثير للجدل اتخذه الأمين العام آنذاك، عبد اللطيف وهبي.
ورغم أن تيار بلفقيه لم يغادر الحزب بعد وفاة زعيمه، واختار البقاء تحت مظلة “الجرار” تفاديا لفقدان مناصب التمثيل الانتخابي، إلا أن الوقت قد حان – على ما يبدو – لتصفية الحسابات السياسية، خاصة مع اقتراب موعد الاستحقاقات الانتخابية القادمة.
التحالفات الجديدة التي تُنسج في خلف الكواليس وفي الصالونات السياسية المغلقة بكلميم تنذر بتفكك داخلي ستكون له ارتدادات قوية على حضور حزب الأصالة والمعاصرة في جهة كلميم، وربما حتى على مستقبله السياسي هناك.
البام يفقد البوصلة
المعطيات التي حصلت عليها “آشكاين” تفيد بأن عدداً من الوجوه البارزة داخل حزب “الجرار” المنتمين لتيار بلفقيه، يتأهبون لمغادرة الكيان السياسي الذي بدأ يفقد تماسكه. وعلى رأس هؤلاء، يبرز اسم رشيد البطاح، رئيس جماعة سيدي إفني، الذي يرتقب أن يلتحق بحزب التجمع الوطني للأحرار، في خطوة قد تفتح الباب أمام موجة من التحاق شخصيات أخرى من التيار ذاته بالحزب نفسه.
ولا يقف الأمر عند هذا الحد، إذ تفيد المصادر بأن شقاً آخر من تيار بلفقيه بصدد التفاوض للالتحاق بحزب الاستقلال، في مشهد يرسم معالم إعادة تشكيل الخريطة الحزبية بالإقليم، عنوانها الأساسي “الخروج من عباءة الجرار”، وردّ الاعتبار لزعيم رحل دون أن يُنهي رواية “الغدر السياسي” التي تحدث عنها قبل وفاته.
“لعنة بلفقيه” تطارد الجرار؟
في نظر العديد من المتتبعين، فإن عبد اللطيف وهبي ارتكب خطأ استراتيجيا حينما قرر سحب التزكية من عبد الوهاب بلفقيه، الرجل القوي في كلميم آنذاك، دون أن يقدّر حجم النفوذ والرمزية التي راكمها في الجهة. وهو القرار الذي فتح الباب أمام واحدة من أكثر اللحظات السياسية غموضاً في تاريخ الحزب، انتهت بوفاة بلفقيه في ظروف غامضة بعد إعلانه الاعتزال، وترك وراءه تيارا ظل صامتا، لكنه لم ينسَ.
واليوم، وبعد سنوات من الترقب، يبدو أن “اللعنة السياسية” التي خلفها تهميش بلفقيه بدأت تلاحق حزب “الجرار” بكلميم. فخروج قيادات وازنة من عباءته سيؤدي حتما إلى فقدانه السيطرة على الجماعات الترابية والجهوية، التي كان يتحكم فيها، ويمنح الفرصة لأحزاب أخرى لإعادة رسم التوازنات الانتخابية في المنطقة.
في كلميم، يبدو أن ساعة الحساب بدأت تُدق، وما فعله وهبي لم يُمحَ من الذاكرة السياسية. والأكيد أن نتائج الانتخابات المقبلة ستكون بمثابة استفتاء صامت على “خطيئة التزكية”، وعلى الطريقة التي أدير بها ملف أحد أبرز الأسماء التي صنعت حضور “البام” في الجنوب.
المرحوم بالفقيه لم يكن مع حزب الجرار بل صنع اسمه مع حزب الوردة