بنسعيد تعليقًا على احتجاجات آيت بوكماز: اللي كيطلب حقو خاص نتجاوبو معاه

في تعليق على المسيرة الاحتجاجية التي نظمها سكان آيت بوكماز، قال مهدي بنسعيد، عضو القيادة الثلاثية لحزب الأصالة والمعاصرة ووزير الثقافة والشباب والتواصل، إن المغرب ما يزال يعيش مشاكل اجتماعية حقيقية تتطلب الاعتراف بها والتفاعل معها، مشددًا على أن من يطالب بحقه يجب أن يجد التجاوب اللازم من مؤسسات الدولة.

وأوضح بنسعيد، خلال كلمته في افتتاح الدورة الثانية للجامعة الصيفية لحزب الأصالة والمعاصرة، أن المطالب الاجتماعية التي رفعتها ساكنة آيت بوكماز وغيرها من المناطق المهمشة مشروعة، مضيفًا: “للي كيطلب حقو، ما يمكنش لنا إلا نتجاوبو معاه”.

وأقر الوزير بوجود اختلالات قائمة في عدد من مناطق المملكة، مؤكداً أن التحديات الاجتماعية ما تزال ماثلة، وأن المسؤولين، بمن فيهم أعضاء الحكومة، يتحملون جزءًا من المسؤولية، قائلاً: “علينا أن نعترف بها ونتعامل معها بجدية، لأننا في خدمة المواطنين”.

وكانت ساكنة آيت بوكماز قد أنهت، يوم الخميس الماضي، مسيرتها الاحتجاجية غير المسبوقة التي انطلقت من عمق جبال الأطلس الكبير في اتجاه ولاية جهة بني ملال خنيفرة، مشيًا على الأقدام، متحدين المسالك الوعرة والمسافة الطويلة، في تحرك رمزي عكس معاناة حقيقية مع العزلة وغياب الخدمات الأساسية.

وقد جاء قرار إنهاء المسيرة بعد لقاء مع عامل إقليم أزيلال، الذي قدّم تعهدًا رسميًا بالتجاوب مع المطالب وتسريع تنزيل الحلول ميدانيًا، في أجواء اتسمت بالحكمة والمسؤولية، دون أن تُمسّ “روح النضال” التي طبعت التحرك منذ بدايته.

وكان المحتجون قد رفعوا مطالب تتعلق بإصلاح الطريقين رقم 302 و317، اللتين تعرفان تدهورًا كبيرًا يزيد من عزلة المنطقة. كما نددوا بغياب طبيب قار في المركز الصحي المحلي، ما يدفع المرضى وخصوصًا النساء الحوامل إلى التنقل لمسافات طويلة في ظروف قاسية.

وشملت المطالب أيضًا تعزيز التغطية بشبكتي الهاتف والإنترنت، نظراً لما يترتب عن غيابهما من صعوبات على مستوى تمدرس التلاميذ، وتعطيل للنشاط السياحي، الذي يُعد ركيزة أساسية في الاقتصاد المحلي بمنطقة أيت بوكماز.